احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بقداس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية سيدة النجاة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأب اومير عبيدي والشماس الياس ابراهيم وحضره جمهور كبير من المؤمنين، تقدمهم المدير العام للأمانة العامة في القصر الجمهوري عدنان نصار، رئيس اتحاد بلديات قضاء زحلة ابراهيم نصرالله ورئيس الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة الدكتور فؤاد خوري.
بعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة ضمّنها معاني الميلاد فقال : ” عيد الميلاد “علامة لمحبة الله للعالم” يلمس عيد الميلاد قلبنا، فبهاء الميلاد صار جزءاً من حياتنا ونحن نندهش من حقيقة التجسد، فأمام المغارة نعود كالأطفال، لا نعرف كيف نعبر عن فرحتنا بوجود عمانوئيل بيننا ومعنا، وكالأطفال نسير بخشوع وتواضع نحو المغارة لنقول للطفل الإلأهي اننا نثق بك ونحبك حباً جمّاً، وهو بدوره يلمسنا ويقول لنا اني آتٍ لأحملكم اليّ.
كتب الرسول يوحنا: “الله أظهر محبته لنا بأن أرسل ابنه الأوحد الى العالم لنحيا به. تلك هي المحبة” (يوحنا الأولى 4/9).
إن تاريخ البشرية يتمحور حول الميلاد فرسالة العهد القديم ترتكز على مجيء المخلص والعهد الجديد يبشرنا بأن الكلمة صار بشرا وعاش بيننا، بالميلاد توحدت الألوهية والبشرية. فقد اختار الله أن يصير محور التاريخ فوهب لنا ذاته وأقام بيننا. تلك هي النعمة التي حصلنا عليها بالميلاد.
حاول الإنسان قديما أن يصعد الى رأس الهرم ليجد الله، لكن الله قلب المعادلة ونزل هو إلينا ليحملنا الى فوق. صار هو إنسانا ليصير البشر مشاركين في الطبيعة الإلهية، فالميلاد هو تبادل بين الله والإنسان وصرنا نحن البشر قادرين بالنعمة أن نحب كما يحب وأن نغفر كما يغفر وأن نفكر كما يفكر.”
واضاف ” وعيد الميلاد هو عيد المحبة، محبة الله للعالم كما قال الإنجيلي يوحنا: “هكذا أحب الله العالم حتى وهب ابنه الأوحد. فلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3/16).
المسيح ظهر لنا وظهوره مدعاة للفرح وظهوره كان من اجلنا – ولد من اجل الجميع وهو مخلص الجميع، عمانوئيل: الله معنا
هدف الظهور: الخلاص “خلصنا يا ابن الله يا من ولد في مغارة”
الخلاص من الشر ليكون هو سيد حياتنا،لا خلاص لنا الا اذا اتكلنا على نعمة الله
الله الذي ظهر هو المخلص، هو الطبيب.
في هذه الايام عندنا صلاة واحدة تعال وخلصنا،خلصنا نحن المجروحين والمرضى
الفرصة التي تقدمها لنا المغارة هي فرصة جيدة للمصالحة
الميلاد نعمة للبشرية، نعمة لنا”
وختم درويش كلمته بالدعوة الى التعالي عن الخصومات فقال ” في ضوء الميلاد، نجدد النداء الى أبنائنا في زحلة والبقاع، لنكون معا صانعي سلام ووفاق ونتعالى عن كل ما يفرق، فالميلاد هو أولا مصالحة وتعالي عن الخصومات، فالمسيح هدم بوجوده بيننا حائط العداوة وجعلنا واحدا به ومعه. وليبادر كل واحد منا ليلتقي مع الآخر المغاير له ولنعمل معا لتكون لنا حياة أفضل. هذا سيساعدنا لنخلق أجواء مناسبة للمصالحة الوطنية، فنتجنّب تداعيات الانقسامات الخارجية والصراعات الاقليمية والدولية، فرسالتنا أن نجعل من لبنان مساحة لقاء وحوار للجميع.
المسيح كان وسيبقى، البشرى والنور والسلام، وسيكون دوما موضوع تمجيدنا وتسبيحنا وشكرنا وسنلتزم إعلان رحمته الإلهية وسنعمل معا بمحبة لنرفع الظلم والقهر عن الفقراء والمحتاجين وسنكون صانعي سلام في مجتمعنا وعائلاتنا. بذلك نحقق مجد الله
لنجدد ايها الاخوة والاخوات، في سنة الرحمة الإلهية، ايماننا بالمسيح وبرحمته، وبأن ارضنا كانت وستبقى أرضَ بشرى ونور وسلام يشعُّ للعالم، كما أشعّ ميلاد المسيح لمجد الله العليّ، ولنصلِّ لكي يحل السلام بيننا لنستمر برسالتنا في هذا الشرق ولنكون شهوداً لما رأيناه في المغارة، ولنسارع ونردد عالياً نشيد الملائكة ” المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة” فالمخلص ينتظرنا ليمنحنا حبه وسلامه.”
وبعد القداس انتقل الحضور الى صالون المطرانية حيث استقبل المطران درويش المهنئين بالميلاد المجيد .