(ليا معماري، نورسات، القاهرة) في رسالة ميلادية حصرية بعثها لتيلي لوميار ونورسات عشية عيد ميلاد السيد المسيح تساءل فيها مدير المرصد الآشوري لحقوق الانسان السيد جميل دياربكرلي عن ميلاد الشرق المتألم وحقوق المسيحيين ومصيرهم قائلا: ” كيف نحتفل بعيد الميلاد وهناك اكثر من 150.000 مسيحي عراقي يعيش في العراء خارج منازلهم وبلداتهم، اكثر من نصف مسيحيي العراق مغلوب على امرهم، وينتظرون في هذا اليوم المقدس إما أن يعودوا إلى بلداتهم وقراهم المحتلة من قبل المغول الجدد، او ان يتم استقبالهم في إحدى الدول الغربية ليسيروا بحياة جديدة وكريمة وآمنة لهم ولأطفالهم الذين لاذنب لهم إلا أنهم ولدوا في منطقة لم ولن تعرف الاستقرار والامان، وهويتها الحالية صراع مذهبي وقومي لا مكان للاعتدال والتعددية وقبول الآخر فيها.
وتابع ، كيف نحتفل بميلاد ملك السلام والمحبة، وهنالك اكثر من 250 مسيحي سوري بينهم الكثير من الأطفال والنساء، سيعيشون هذا العيد وهم مأسورين بيد ملوك العنف والكره واللاسلام. وختم، أي ميلاد سيحلُّ علينا في سوريا، وهناك مطارنة وكهنة مغيبون قسراُ، وآلالاف من المعتقلين والمختطفين، وشعب يخشى أن يقيم شعائره الدينية بهذه المناسبة في الكنائس خوفاً من هاونٍ يأتي من هنا وصاروخٍ يأتي من هناك. قبل 2000 عام مريم ويوسف في بيت لحم يبحثون عن مكان ليناموا فيه ولكن لا أحد استقبلهم، فإضطروا لان يبيتوا في مغارة متواضعة، اي في العراء، واليوم وبعد 2000 عام وفي ظلّ كل المفاهيم الإنسانية وقوانين حماية حقوق الإنسان والإعلام الذي جعل من العالم قرية صغيرة نرى أن أبناء مريم ويسوع يعودوا ليفترشوا الارض ويلتحفوا بالسماء بعد أن لفظتهم أرضهم التاريخية وجيرانهم، وكل ذلك على مرأى ومسمع العالم الغربي ولكن لا حياة لمن تنادي.
وختم دياربكرلي قائلاً : هذا النداء الميلادي هو لمساعدة وانقاذ ماتبقى من الوجود المسيحي في الشرق الأوسط والذي يرزح بين مطرقة الأرهاب والتطرف وسندان الديكتاتورية. المسيحي في الشرق أضحى سلعة رخيصة الثمن في حرب لاعلاقة له بها، كل يوم نوجه فيه نداءً نرى أن الوضع المسيحيي يصبح اكثر سوءاً ، فكم من الضحايا والعذبات تريدون من المسيحي المشرقي أن يقدمها لكي تحسوا به، وتبادروا لإنقاذه من هذا الجحيم الذي تزداد نيرانه اشتعالاً اكثر فأكثر“.