أشعر بحاجة كبيرة للكتابة، للكتابة إليكم، أنتم يا أصدقائي الأعزّاء هذه الأسطر القليلة لكي تقبلوا أن تتشاركوا معي ما يقلقني وهو جزء من معاناتي. أنا حزين وأحتاج لكي أشعر بأنكم قريبون مني لكي تشدّدوني وتشجّعوني على الصلاة للطفل المولود حتى يدفىء قلبي الحزين بحضوره المشعّ، هو، مصدر الرجاء والتحرير!
أنا أشعر بالحزن على العدد الهائل من المسيحيين الذين يغادرون البلاد التي لطالما كانت أرضهم منذ ولادة الكنيسة وأن أراهم يغادرون إلى الخارج منفيين بعيدين عن أحبّائهم ومن كل من سمحوا لهم أن يعيشوا بتناغم في مجتمع دافىء ومسالم فكانوا سعداء أكثر من أي مكان آخر.
يحزنني أن أشهد هذه الحرب غير العادلة والمتوحّشة تتابع بزرع الرعب وانعدام الأمن في كل مكان في حين أنّ الدول الكبرى لا تبالي بذلك متأرجحة بين المبادرات الداعية للسلام باستراتيجياتها غير المفهومة والمشكوك فيها.
يحزنني أن أعلم أنّ ما يقارب 300 ألف شخص فقدوا حقّهم المقدس بالعيش. وكيف أنّ هذه الحرب المجنونة خلّفت الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وسبّبت الحزن لمجتمعنا وكيف أنّ الدموع تدفّقت من عيون النساء اللواتي خسرن كل شيء في هذا العالم العنيف وغير الإنساني.
يحزنني أن أرى بلادنا تتدمّر بعد أن قامت بتقدّم ملحوظ استحقّته عن جدارة. إنّ آلاف المدارس أغلقت أبوابها؛ منازل لا تعد ولا تحصى تدمّرت؛ العديد من المستشفيات تشوّهت؛ محطات توليد الطاقة الكهربائية تعطّلت والمصانع تدمّرت على يد الآلاف. ثم نجد المواقع الأثرية التي تمّت إبادتها فضلاً عن الكنائس التي لم تعد صالحة للاستخدام وهي التي كانت شاهدة على تاريخ طويل وحضارة قديمة.
يحزنني أن أرى شعبنا يعيش في القلّة يفتقر إلى الموارد من دون ماء أو كهرباء يقفون في الطابور للحصول على بعض السلع الأساسية جدًا بعد أن كانوا يعملون بجهد وسخاء تجاه المحتاجين.
أنا حزين لأنني لم أعد أعرف ما أقول لأشجّع المؤمنين الذين وصلوا إلى نهاية الطريق والذين يخسرون يومًا بعد يوم ما تبقّى من الأمل والذين نجحوا بالتمسّك به حتى اليوم بالرغم من كل ما حصل معهم.
يحزنني أن لا أقول ذلك للشعب الموكل لرعايتي. إنما سأقول ذلك لرب المراحم الليلة أثناء القداس الإلهي وأسأله أن يأتي لمعونتنا. سأسأله أن يمنحنا هدية عيد الميلاد وهي أن يعيد البسمة إلى وجوه شعبنا العزيز؛ سأسأله من كل قلبي أن يولّد من خلال ولادته الحنان في القلوب المتصلّبة والصداقة بين الجميع والسلام في بلادنا.
أنا حزين أصدقائي الأعزاء، لا تتخلّوا عني! رافقوني بصلاتكم وعطفكم. عسى أن يكون هذا الميلاد مصدر عزاء لي وفرح وسعادة لكم!
***
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية