Dome of the Church of the Holy Sepulchre

WIKIMEDIA COMMONS

صورة كنيسة إنكلترا مظلمة

من السهل رسم صورة مظلمة لإمكانيّات كنيسة إنكلترا، خاصّة مع الثقافة التي تصبح معادية للمسيحية، سواء على مستوى الأمور المتعلّقة بالأخلاقيّة الجنسيّة أو بالعناية بكبار السنّ

Share this Entry

تشهد كنيسة إنكلترا سابقة فاجأت المعنيّين، بحيث أنّ حضور المؤمنين خلال القداديس تدنّى إلى أكبر مستوياته على الإطلاق. فبحسب مقال جون بينغهام الذي نشره موقع telegraph.co.uk الإلكتروني، اعترف رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي بهذا التراجع خلال كلمة ألقاها أمام قادة أنجليكان من حول العالم، ضمن اجتماع طارىء لمناقشة اختلاف الآراء المتعلّقة بمسألة المثليّة.
وفي التفاصيل أنّ الأرقام الرسميّة المبنيّة على عملية إحصاء سنوي للمقاعد الخشبيّة الطويلة في الكنيسة تظهر أنّ 1,4 بالمئة من سكّان إنكلترا يشاركون في الذبيحة الإلهيّة صباح الأحد. حتّى أنّ أرقام الحضور الأسبوعية التي تشمل القداديس الإضافية في منتصف الأسبوع، أو تلك التي تُقام في المناسبات، تدنّت إلى ما دون المليون لأوّل مرّة. وبهذا، يكون الحضور الإجمالي خلال قداديس الأحد قد تراجع من 764700 إلى 22000 سنة 2014، أي بمعدّل تراجع بلغ سبعة بالمئة خلال خمس سنوات. أمّا مقارنة مع بداية الستيّنيّات، فقد أصبح العدد الثلث. وفيما يؤكّد مسؤولون كنسيّون أنّ بعض الرعايا تكبر بقوّة، فإنّ العامل الديموغرافي يمحو هذا الواقع بناء على وفاة المؤمنين الكبار في السنّ، ممّا يسجّل فقدان واحد في المئة من الأعضاء سنويّاً.
وفي هذا السياق، طلب جاستن ويلبي إلى الأساقفة ورؤساء الأساقفة الذين حضروا إلى الاجتماع من أفريقيا وأماكن جنوبيّة أخرى، ألّا يضعوا حدّاً لعلاقتهم بالفروع الأنجليكانية الأكثر تحرّراً، قائلاً إنّه من السهل رسم صورة مظلمة لإمكانيّات كنيسة إنكلترا، خاصّة مع الثقافة التي تصبح معادية للمسيحية، سواء على مستوى الأمور المتعلّقة بالأخلاقيّة الجنسيّة أو بالعناية بكبار السنّ. لكنّه عاد وأكّد أنّ الكنيسة تناضل للمحافظة على مكانتها: “هذه معركة، لكنّنا لا نخسر”. وتجدر الإشارة إلى أنّ رئيس الأساقفة، وخلال كلمته التي ألقاها على مسامع الحضور، أكّد أنّ كنيسة إنكلترا ما زالت جزءاً مهمّاً من الغراء الذي يثبّت المجتمع، ومصدراً أساسيّاً للقيادة، مظهراً أنّ صوتها ما زال مسموعاً، خاصّة مع رفض البرلمان محاولة إدخال إقرار قانونَي المساعدة على الانتحار والزواج المثليّ.
من ناحيته، قال المحترم غراهرم جايمس أسقف نوريتش، ودائماً بحسب مقال جون بينغهام الذي نشره موقع telegraph.co.uk الإلكتروني، إنّ أرقام سنة 2014 لا تفاجئه، بما أنّ هذا الأمر متوقّع منذ العقد الماضي. وأكّد أنّ الكنيسة تواجه هذه الموجة عبر أكبر عمليّة إصلاح وتجديد منذ 150 عاماً، تتضمّن التركيز على اللجوء إلى الصلاة ونشر الإنجيل والإشادة بالتتلمذ وتشجيع الدعوات. وأضاف أنّ عدد المؤمنين في بعض الأبرشيات كان يتزايد ما بين سنوات 2013 و14 و15، معدّداً الكنائس التي شهدت هذا الارتفاع في العدد، ومؤكّداً على عدم فقدان الأمل. “هناك نشاطات كثيرة تقوم بها الكنيسة، وهي غير واردة في الإحصاءات، بدءاً بخدمة المتشرّدين وإقامة مآدب طعام وصولاً إلى تعليم ملايين الأولاد ومرافقتهم”. إلّا أنّه أوضح، كما رئيس أساقفة كانتربري، أنّه “من غير المتوقّع أن تتغيّر هذه النزعة فوراً أو خلال السنوات المقبلة، نظراً إلى عامل السنّ الذي سيتابع طبع أثره، مع وفاة كبار السنّ أو ملازمتهم المنزل وعجزهم عن التوجّه إلى الكنيسة”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير