السيد/ محمد السيد صالح
رئيس تحرير جريدة المصري اليوم
التحية والسلام وبعد،
نشرت جريدتكم الغراء بالأمس الأحد 17/1/2016 في عمود ” وجدتها ” للمدعو “نيوتن” في الصفحة الخامسة مقالة بعنوان “تجديد الخطاب الديني هناك” وإذ نتفهم فكرة كاتب هذ المقال ودعوته لتجديد الخطاب الديني آخذاً قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان كمثل لهذا التجديد إلا أن المعلومات الواردة فيه جاءت مجتزئة وغير دقيقة نود أن نوضحها لكم ولقراء جريدتكم المحترمة “المصري اليوم” عملاً بحق الرد:
1) يكتب “نيوتن” ويقول أن البابا قال في “خطابه الأخير…..” وبالرجوع لخطب قداسة البابا الأخيرة لم نجد ماقد أوحى لنا به “نيوتن” ولكن قداسة البابا يركز في جميع خطبه على “الرحمة والمحبة وقبول الآخر كما هو”.
2) موضع الترحيب من قبل الكنيسة لذوي الميول الجنسية والمثليين جنسياً ولمؤيدي الإجهاض وغيرهم التي يدعو إليها البابا والتي يشير إليها “نيوتن” في الفقرة الثانية هو من باب عدم الإدانة ورجم الآخر وإنما من باب الرحمة والنصح والإرشاد ودعوة هؤلاء إلى التوبة، ولكن هذا ليس معناه تقربهم من المقدسات (التي ندعوها أسرار الكنيسة) إلا بعد توبة حقيقية وتغيير مسار الحياة.
3) من المؤكد أن قداسة البابا فرنسيس لم يقل أن بعض آيات أو أجزاء من الكتاب المقدس عفا عليها الزمن وهو التعبير الذي استخدمه “نيوتن” في الفقرة الرابعة من المقال لأن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هو موحى من الله إذ قال السيد المسيح نفسه “السماء والأرض يزولان أما كلامي لا يزول”(متى 24/35) إذ لا يستطيع أحد أن يغير أو يحذف أو يضيف أو يصف أن كلام الله عفا عليه الزمن.
4) يؤكد قداسة البابا فرنسيس في تعاليمه على تعاليم الكتاب المقدس نفسه، خاصة تعاليم السيد المسيح الذي دعى المؤمنين به إلى محبة الآخر مهما كان مختلف في الدين والعرق والجنس والمستوى الإجتماعي، كما دعا إلى الرحمة، خاصة مع الأكثر ضعفاً كالخطأة والنساء والفقراء والمحتاجين والمهمشين وغيرهم ويكون ذلك سلوكاً إيجابياً للمؤمنين والبعد عن التعصب ورفض الآخر وإدانتهم، وهذا ماتفعله الكنيسة، وأود أن أشير هنا أن الكنيسة الكاثوليكية عقدت مجمعاً خاصاً عام 1962 جددت فيه لغة الخطاب الديني الكنسي ليكون أكثر ملائمةً للعصر والتقرب الرعوي للشعب عامةً والشباب خاصةً ولكن دون تغيير في العقائد أي أن اللغة هي التي تجددت وليست العقيدة.
5) يدعو قداسة البابا لدور أكبر للمرأة في الكنيسة، ولكن لم يقل أبداً قداسته أنه يتمنى أن يكون البابا يوماً إمرأة أو كاردينالاً أو قسيساً كما أشار “نيوتن” في فقرته الأخيرة من المقال،
وإذ نثمن محاولات “نيوتن” للتشجيع على تجديد الخطاب الديني إلا أن هناك إشاعات تخرج من حين لآخر لايجب علينا أن ننجرف إليها، وندعو “نيوتن” لمزيد من الدقة في التعاطي بهذه الأمور.
شكراً لسعة صدركم متمنين نشر هذا الرد في جريدتكم الغراء حتى يستفيد القراء الأعزاء.
رئيس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر