الله لا يتوقف عند المظاهر بل يرى القلب. هذا ما أكده البابا خلال عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا في الفاتيكان وقد أكد أن في حياة القديسين أيضاً هناك تجارب وخطايا كما تظهر حياة داود ولكن لا يجب أبداً أن نستخدم إسم الله للفوز بأي أمر كان وذلك وفق ما ذكرته إذاعة الفاتيكان. أراد الله أن يحكم ملكاً آخر، ملكاً لا يملك قلباً منغلقاً وهنا انطلق البابا من كتاب صموئيل حيث يخبر عن اختيار الملك داود وكان هذا الاختيار بعيداً عن المعايير البشرية لأن داود كان أصغر الأولاد عند أبيه ولكن الله لا يهتم بالمظاهر بل يهمه القلب فقط.
يضيف البابا وبحسب المصدر عينه أننا في الكثير من الأحيان نقع كسجناء للمظاهر ندعها هي تقودنا ولكن الرب يعلم الحقيقة. كحين أراد الرب أن يظهر لصموئيل من هو الملك الحقيقي من أبناء يسى طالب بان يأتي الأبناء فأتوا ولم يختر من بينهم واحداً فسأل صموئيل يسى هل هؤلاء هم جميع الغلمان فأجابه أنه بقي الأصغر بينهم وهو يرعى الغنم فقال له بأن يأتي به لأن الرب يريده فلو كان ولداً صغيراً في عيون الناس فهو ليس كذلك في عيني الرب فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسح داود فحل روم الرب عليه منذ ذلك الحين.
مع أن الرب بارك داود إلا أن داود واجه المصاعب وارتكب الكثير من الخطايا ومن بينها جريمة قتل أراد من خلالها أن يغطي خطيئة الزنى التي قام بها. تاب داود سريعاً وطلب المغفرة من الله. في هذا السياق ذكر البابا أن الملك داود وعندما هرب من أورشليم ترك تابوت العهد فيها لأنه لم يقاتل أبداً باسم الله وأضاف الى أنه كان قادراً على قتل الملك شاول ولكنه لم يفعل…الملك داود كان خاطئاً ولكنه تاب.
أكد البابا في الختام أنه لا يوجد قديس بلا خطيئة ولا خاطئ من دون مستقبل، والله اختارنا منذ يوم عمادنا لنكون من شعبه ولنكون قديسين، ولقد باركنا الرب في مسيرة قداستنا هذه.