“الحوار بين الأديان والتطرّف: الأسباب والحلول” كان عنوان المنتدى الأول للمفكرين العرب الذي انعقد في أبو ظبي من 17 كانون الثاني حتى 18 منه في مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية والأبحاث. وكان للأب أيوزو غيكسوت أمين سر المجلس الحبري للحوار بين الأديان مداخلة بشأن هذا الموضوع وألقى خطابًا يوم الثلاثاء 19 كانون الثاني بحسب ما أفاد موقع visnews-en ركّز فيه على خمس نقاط رئيسية: التطرّف وثقافة اللقاء والدور الهام الذي يتمتّع بها القادة الدينيون، الحاجة إلى حوار صادق وأهمية الصلاة. أكّد أنه لا يقصد أن يأخذ بعين الاعتبار الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية الداعية للتطرّف مفضّلاً عوض ذلك التركيز على توصيات البابا فرنسيس للمجتمع الدولي حول كيفية بناء السلام الذي يمكن أن يخدم لمواجهة التطرّف.
ذكر دعوة البابا فرنسيس التي وجّهها إلى السلك الديبلوماسي في 11 كانون الثاني من هذه السنة وفيها أكّد بأنّ “التطرّف والأصولية يجدان أرضية خصبة في استغلال الديانة من أجل الوصول الى السلطة إنما أيضًا في فقدان الهوية أيضًا وضمنها نذكر الهوية الدينية التي تطبع بشكل كبير ما يسمى بالغرب”.
وتابع بأنّ التحدي الأكبر الذي نصادفه هو تخطي اللامبالاة بهدف العمل معًا من أجل بناء السلام وهي فضيلة يجب البحث عنها دائمًا من خلال الترويج “لثقافة اللقاء”… يؤمن البابا فرنسيس بأنّ على الدافع من أجل الحوار بين الأديان أن يرتكز على الالتزام المتبادل بالسلام والعدالة وبمعنى آخر أن تكون المبادىء الأساسية لكل التواصل”.
كما وأشار أمين سر المجلس الحبري للحوار بين الأديان إلى أنّ “النزاعات المتطرفة بغض النظر عن أصلها هي تشكّل حاليًا التهديد الأخطر على السلام في العالم والأمن” وهي غير متلائمة مع الأخلاقيات الدينية. ونتيجة لذلك نحن بحاجة لأن يبذل القادة الدينيون قصارى جهدهم من أجل تحديد هؤلاء الأشخاص الذين يصوّرون معتقدات وسلوكيات خاطئة كجزء من عقيدتهم الدينية. يجب على القادة السياسيين أن يدعموا هذه الحملة من أجل منع التطرف في المجتمع ووضع الحجر الأساس لثقافة الاعتدال”.
وأضاف: “بصفتنا قادة دينييون، نحن مجبرون على شجب كل الانتهاكات ضد الكرامة البشرية وحقوق الإنسان. فحياة الإنسان التي هي عية من الله الخالق، تتسم بطابع قداسة. من هنا، إنّ أي عنف يسعى إلى تبرير ديني يحذّر الإدانة الأقوى لأنّ القادر على كل شيء هو إله الحياة والسلام”.