قام الكاثوليك واللوثريّون بخطوة مشتركة أخرى نحو إحياء الذكرى المئوية الخامسة للإصلاح سنة 2017، بحسب ما ورد في مقال طوم هينيغان الذي نشره موقع americamagazine.org الإلكتروني. أمّا الخطوة المذكورة فتتضمّن إصدار إرشادات ليتورجيّة للصلوات المسكونيّة التي تطبع المناسبة، ضمن كتيّب بعنوان “الصلاة المشتركة”، يؤمّن الخدمة الكاملة بدءاً من الصلوات المقترحة فالأناشيد الملائمة وصولاً إلى مواضيع العظات.
من ناحيتهم، صدّ القادة الكاثوليك في ألمانيا (مسقط رأس لوثر) في البداية فكرة “الاحتفال” بما سمّاه اللوثريّون أصلاً “يوبيل الإصلاح”. إلّا أنّ المحادثات المفصّلة بين “الاتحاد اللوثري العالمي” وحاضرة الفاتيكان أنتجت سنة 2013 عن تقرير من 93 صفحة بعنوان “من الصراع إلى المشاركة”. وقد أعلن المعنيّون أنّ هذا التقرير سيطبع الذكرى، كما وعرضوا الإصلاح على أنّه بداية رحلة مشتركة من 500 عام عوضاً عن كونها حدثاً تاريخيّاً مقسّماً. أمّا الإرشادات التي تمّ تقديمها بتاريخ 11 كانون الثاني من قِبل الاتحاد اللوثري في جنيف و”المجلس الفاتيكاني البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين” فقد تضمّنت وجوب التركيز على يسوع وعلى مبادىء الشكران والتوبة والالتزام.
تجدر هنا الإشارة إلى أنّ كتيّب “الصلاة المشتركة” يركّز على المعتقدات المشتركة بين أعضاء الكاثوليكيّة الرومانيّة واللوثريين من حول العالم، ويُعلم من يقرأه بأنّه يمكن تعديل توصياته بحسب البلد واللغة المستعملة هناك. أمّا القسم المتعلّق بالتوبة فيُقرّ بأنّ حروب ما بعد الإصلاح تسبّبت بوفاة مئات آلاف الأشخاص، وقوّضت رسالة الإنجيل. ويمكن أن نقرأ جملة: “نعبّر عن عمق أسفنا حيال الشرّ الذي ارتكبه الكاثوليك واللوثريّون بحقّ بعضهم البعض”.
وبحسب ما قاله الأمين العام للاتحاد اللوثري العالمي مارتن جونجي ورئيس اللجنة المسكونيّة في الفاتيكان الكاردينال كورت كوخ في رسالة مشتركة رافقت الإرشادات، فإنّ هذه الصلاة المشتركة تشكّل لحظة مميّزة في الرحلة المشتركة.
