خلال جلسة نقاش عُقدت للتباحث في الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي. ووفقاً ما أعلنته إذاعة الفاتيكان، أشار أوزا إلى الجمود السائد على عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، لافتا إلى أن أعمال العنف مستمرة في المنطقة في غياب مفاوضات بين الجانبين، ما يحمل الكثيرين على التساؤل بشأن جدوى اتفاقات أوسلو السلمية، التي أطلقت العملية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
الى جانب ما ذكر، وبحسب المصدر عينه عبر رئيس الأساقفة أوزا عن قناعة الكرسي الرسولي بأن العملية السلمية بين الطرفين المتنازعين يمكن أن تتقدم فقط في حال حصول مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وفلسطين، ولكن بدعم قوي من المجتمع الدولي، كما أكد أيضاً أن هذا الأمر يتطلب اتخاذ قرارات شجاعة من قبل الجانبين وتقديم تنازلات منصفة من الطرفين، مشيراً الى أن المحادثات السلمية التي تجري بحسن نية يمكنها أن تحل الخلافات، وتحمل السلام للشعبين.
هذا وذكّر رئيس الأساقفة بالخطاب الذي وجهه البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد في الحادي عشر من الشهر الجاري، معرباً فيه عن أمله بأن تُضمد الجراح ويحل التعايش السلمي بين الشعبين اللذين يطمحان إلى السلام.
من جانب آخر ذكرت اإذاعة أن أورزا تطرق إلى الاتفاق الشامل الذي تم التوقيع عليه بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين في السادس والعشرين من حزيران الماضي ودخل حيّز التنفيذ في الثاني من كانون الثاني الجاري، مشيرا إلى أنه يتعلق بحياة ونشاطات الكنيسة الكاثوليكية في المنطقة، وأكد أن الكرسي الرسولي وفي خضم المعاناة والاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط، يأمل بأن يشكل هذا الاتفاق قدوة للحوار والتعاون، بخاصة في البلدان العربية والمسلمة.
بالإضافة الى ذلك احتلت الحرب التي تتخبط فيها سوريا منذ قرابة الخمس سنوات حيّزاً مهماً في كلمة أوزا، فأشار إلى الفظائع والأعمال الوحشية التي يرتكبها العديد من المقاتلين بحق المدنيين العزّل، وهذا ما يحصل أيضا في بعض أجزاء العراق، وقد أدى إلى اضطهاد بعض الأقليات العرقية والدينية، وقد تطرق البابا فرنسيس إلى هذه المسألة في خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي معربا عن قناعته بأن العمل السياسي المشترك وحده قادر على استئصال جذور التطرف والأصولية .
أمل رئيس الأساقفة أخيراً التوصل الى تسوية سياسية للصراع الدائر وختم مؤكدا أن الكرسي الرسولي يتطلع إلى مباحثات السلام المرتقبة في جنيف، لكونها أفضل فرصة بالنسبة للجماعة الدولية كي تحمل الاستقرار والسلام الدائم لسورية والمنطقة.