African child

Pixabay CC0

قصة فتاة من العبودية الى رمز للرحمة

أحياناً نمر بقديس ولا نعرف قداسته

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في احيان كثيرة نمر بجانب أشخاص لا نعلم أين فنوا حياتهم، لا نعلم كيف يتصرفون أو يتعاملون مع الآخرين، لا نعرف حقاً إن كان هذا الشخص يستحق منا كل تقدير واحترام ونحن نمر بجانبه من دون حتى أن نفكر به. جوليا غريلي إسم لربما لا يعني بشيء لأي أحد ولكنه عظيم في عيني الرب، جوليا غريلي كانت معروفة في شوارع دنفر وقصتها مؤثرة تستحق أن نتشاركها معكم بحسب ما ذكرها موقع catholicnewsagency.com.

كانت جوليا غريلي تتنقل في شوارع دنفر في حقبة العام 1800 تقريباً وكان مظهرها عادياً كمثل أي شخص آخر. كانت جوليا ترتدي قبعة واسعة وحذاء واسعاً وكانت تغطي عينها المصابة. جوليا كانت تسير وتنقل أمامها عجلة حمراء اللون مليئة بالأطايب لتنقلها الى الفقراء والمشردين في المدينة، وكانت متعبدة للقلب الأقدس وتوزع صوراً عن الأيقونة للجميع وتشرح عنها. عرفت جوليا بالأعمال الخيرية ووصفها أحد الكتاب بأنها رمز يوبيل الرحمة.

ولدت جوليا في زمن العبودية في ميسوري ما بين عام 1833 و1843 وعايشت أوضاعاً صعبة ومرة يتخللها المعاملة السيئة، ومنها ضربة تلقتها على عينها من السيد الذي كان يؤنب أمها حين كانت عبدة لديه ففيما كان يرفع السوط لضرب أمها دخل في عينها وشكل لها إعاقة دائمة فيها. تحررت جوليا من العبودية عام 1863 وأتت الى دنفر عام 1878. كانت غريلي تتنقل بين عمل وآخر في نواحي دنفر المتعددة الى أن قصدت أبرشية القلب الأقدس وارتدت فيها الى الكاثوليكية عام 1880. بعد هذا الارتداد أصبحت عضواً ناشطاً بالقسم العلماني للرهبنة الفرنسيسكانية عام 1901.

نعم، غريلي كانت فقيرة جداً ولكن على الرغم من فقرها كانت تكرس معظم وقتها لجمع الطعام واللباس وللفقراء، كانت تعمل مقابل مبلغ ضئيل من المال أي كانت تجمع في الشهر ما بين ال10 وال12 دولاراً من عمل التنظيفات والطبخ ولكنها كانت تستخدم هذا المال لمساعدة الفقراء. يخبر الجميع عن جوليا وأعمالها الخيرية ومساعيها لنشر التبشير بالقلب الأقدس فكانت تجور على عمال الإطفاء وتوزع صورته عليهم.

توفيت جوليا غريلي في 7 حزيران من العام 1918 في يوم عيد القلب الأقدس وكانت قد أتمت واجباتها الدينية كلها وتلقت الأسرار مع أن أحداً لم يتوقع وفاتها. يقال بأنها كانت في ال80 من عمرها عند مماتها. بعد وفاتها وضع حثمانها في الرعية لخمس ساعات وزارها عدد هائل من المؤمنين ليرفعوا لها الصلاة ويقدموا لها جزيل الاحترام.

عنها وفي الختام يقول أسقف دنفر: “كان لدينا قديسة تسير في شوارعنا إلا أن البعض القليل من الناس فقط كان يعرفها.”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير