كلّنا يذكر الزيارة الرسولية التي قام بها البابا إلى فيلادلفيا لمناسبة اللقاء العالمي للعائلات واليوم نعرض عليكم شهادة مؤثّرة لعائلة اجتازت آلاف الأميال لملاقاته بحسب ما أفاد موقع سي أن أن. قام أفراد عائلة والكر باجتياز 13 ألف ميل من الأرجنتين ليكونوا في فيلادلفيا أثناء الزيارة البابوية، هم من لم يتخيّلوا يومًا رؤية البابا إنما عزموا على الانطلاق واجتياز المسافات للقائه. وأما البابا فعلِم بشأن هذه العائلة الأرجنتينية التي أمضت 194 يومًا في السيارة مرورًا ب13ِ بلدًا. فقرر أن يجتمع بكاتير والكر، البالغ من العمر 41 عامًا وزوجته نويل زيمبوران، 39 عامًا وأولادهما الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة.
ويخبر والكر عن مفاجأته الكبرى عندما علم بأنّ مسؤولين من الفاتيكان اتصلوا بهم وسألوهم التوجّه إلى إكليريكية سان شارل بوروميو. وما أن وصلوا حتى طُلب منهم الانتظار في القاعة ريثما يصل البابا الذي أطلّ بعد خمس دقائق.
وقال البابا ضاحكًا: “هل أنتم العائلة التي سافرت من بيونس آيرس؟ هل أنتم مجانين؟” ويخبر والكر بأنّهم التقوا به كمن لو أنهم يجتمعون بصديق قديم لاحتساء فنجان القهوة. وأشار إلى أنّ البابا اعترف بشجاعتهم لاجتياز المسافات كعائلة. ولم تتوانَ العائلة أن تخبر البابا بأنّ آلاف العائلات في أمريكا يحبّونه ويصلّون من أجله. وأما البابا فأجابهم بأنه يملك الكثير من المسؤوليات سائلاً إياهم الصلاة من أجله.
أشاد المتحدّث الرسمي باسم الفاتيكان الأب فدريكو لومباردي بشجاعة عائلة والكر في خلال مؤتمر صحافي يوم الأحد وقال: “التقى البابا بعائلة أرجنتينية مهمّة أتت في باص فولسفاكن برفقة أربعة أولاد من الأرجنتين إلى فيلادلفيا. وقد طلب مني البابا أن أقول ذلك صراحة لأنّ ذلك أثّر فيه كثيرًا”. وأما ابنة والكر الكبرى والبالغة من العمر 12 سنة فارتمت في أحضان البابا وسألته أن يبارك مسبحتها وأما قبل المغادرة فالتقط أفراد العائلة الصور مع البابا الذي شكرهم على المجيء. وسرعان ما أجابوه: “نحن نشكرك لأنّك ألهمتنا بالمجيء والقيام بالمخاطرات”.
في شهر آذار الفائت، جمعت عائلة والكر كل ما تحتاج إليه للقيام برحلة في باص فولسفاكن متّجهين شمالاً نحو بيونس آيرس. بالنسبة إليهم، كان من الضروري القيام بهذه الرحلة بخاصة بعد أن سنحت لهم فرصة تمضية الوقت معًا مع أولادهم وقالوا ما أن وصلوا إلى فيلادلفيا حيث شاركوا في اللقاء العالمي للعائلات عام 2015: “نحن نحتفل بعيد العائلة. كلنا ومعًا”. وتتابع الزوجة لتشكر كل من التقوهم في الطريق الذين كانوا يوقفونهم بداعي الحشرية ويتفاجئون من إيمانهم وإصرارهم على اجتياز المسافات للاتحاد بالكنيسة. فبالنسبة إلى عائلة والكر إنّ الإيمان لا يكمن في الكنيسة وليتورجيتها بل بالأحداث التي تعترضهم كل يوم في الطريق.
وأخيرًا، رأوا في فرنسيس البابا الذي يفهم الشعب العادي مثلهم وبابا يتحدّث بأمور لم يسبق لأحد قبله أن تحدّث بها. هذا فضلاً عن افتخارهم به بكونه أرجنتينيًا مؤكّدين بأنّ اللقاء به كان من بين أفضل الهدايا التي تلقّوها بعد رحلة طويلة.
