إذا مللت من الصلاة… رنّم

التأمل هو وضع النفس أمام الله ، تفكر بتمعن في كلماته المقدسة ، أو في صلوات مكتوبة من الكتاب المقدس ، أو أمام أيقونة المصلوب ، أو أي صورة تحكي موقف من مواقف حياة يسوع . فالتأمل بهدوء في صلاة القداس الإلهي، […]

Share this Entry

التأمل هو وضع النفس أمام الله ، تفكر بتمعن في كلماته المقدسة ، أو في صلوات مكتوبة من الكتاب المقدس ، أو أمام أيقونة المصلوب ، أو أي صورة تحكي موقف من مواقف حياة يسوع .
فالتأمل بهدوء في صلاة القداس الإلهي، أو صلاة الفرض الإلهي والمزامير، أو في الترانيم والتسابيح يساعدك على قدر الإمكان لتكون صلاتك أعمق وبفهم.
– يعلمنا القديس فرنسيس الاسيزي ، عندما نضع انفسنا امام حضرة الله علينا بالتواضع والوداعة والبساطة والتأمل بصلاة قصيرة، لفهم المعاني العميقة الموجودة في كلام الله ، وعندما نكون أصاغر تنمو فينا الحكمة .
بالنسبة للفرض الإلهي ، نحاول التأني في تلاوة المزامير ولا نسرع في إلقاء كلمات بل كلمة بكلمة نحاول أن نفهم قصد كل كلمة ونلمسها في قلوبنا، لنحس بحقيقة معناها
هذه الصلوات تؤدى بتأمل وحرية، وبنية خالصة وعن حب واشتياق لله، لذلك تأخذ وقتها الكافي ويستفيد منها المصلي وإذا خرجت عن هذا المعنى فهي ليست صلاة، بل هي تسميع كلمات وترديدها بلا فهم وبلا استفادة .
إذا مَلت نفوسنا من صلوات المزامير، نشغله بالألحان، لأن جمال اللحن يثير في النفس النشاط والنشوة الجديدة، لذا الصلاة مرتين ، كما يعلمنا القديس اغسطينوس الذي يرنم يصلي مرتين
مهم أن نشعر بأننا محتاجين لنعمة الروح القدس، الذي يصلي فينا، ويجعلنا نعلن بأن الله أبونا، وان يسوع المسيح هو الابن والرب وشعورنا باحتياجنا للخلاص من الذي مات وقام ( يسوع ) من اجلنا فيمنحنا إياه .
يقول الرب الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة، علينا ان نستفيد من عمل الروح في حياتنا اليومية، حيث نجعل كلمات المزمور أو كلمات القداس المحفوظ ، يتجسد فيناّ ولا نضع كلماتنا وأسلوبنا بعيدة عن حياتنا وظروفنا التي نمر بها، فتكون صلواتنا عونا لنا في تقدمنا ونمونا الروحي لحياتنا مع الله .
الدقائق البسيطة من صمت وهدوء التي نضيعها قبل الصلاة لها تأثير هام في روح الصلاة، ونحتاج ان لا تغيب عنا .
علمنا الأباء الروحيون الذين كانوا يصلون بفهم، ويغوصون إلى أعماق المعاني الكلمات في تأمل، يعطى صلواتهم روحًا وحرارة وعمقًا. وفي هذا تختلط مشاعرهم بعبارات الصلاة، فتصدر الكلمات من قلوبهم. ولا يهتمون بطول الصلوات أو بكثرتها، وإنما بما فيها من قوة وعمق. وهكذا قال مار اسحق لمن يريد أن يسرع في صلواته ليتلو أكبر عدد من المزامير: إذا حوربت بهذا، فقل: أنا ما وقفت أمام الله لكي أكرر ألفاظًا..
صـــــــــــــــلاة :
أعطني يا الهي ، أن أتواضع وانحني دائماً أمام مجدك الذي لا يحد ، لا تسمح يا رب ان تتسلل ولا ذرة من الكبرياء إلى كياني فيتسمم هيكلك المقدس بالزهو والخيلاء وتعشش فيه أفكار الصيارفة وباعة الحمام المتاجرين بكلامك والممتدة أيديهم كاللصوص إلى ملكوتك .أعطني ان ادخل دائماً قدس أقداسك ، منحني الرأس وان اسجد أمامك وأسبحك بقلب منسحق ملتمساً من جلالك العظيم نعمة التواضع والطاعة حتى تكتنفني نعمتك وتغمرني رحمتك وتفيض علي رأفتك يا ربي والهي الكلي الرأفة والجلال.

Share this Entry

الأب بيوس أدمون فرح الفرنسيسكاني

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير