أما في تأمّله الثاني صباح الاثنين السابع من آذار مارس الجاري فشدد الأب إرميس رونكي على إنجيل القديس مرقس والذي يتناول العاصفة التي ضربت السفينة فيما كان يسوع نائمًا، فخاف التلاميذ وأيقظوه؛ فاَستَيقَظَ وزَجَرَ الرِّيحَ والبَحر وقال لهم: “ما لَكم خائفينَ هذا الخَوف؟ أَإِلى الآنَ لا إِيمانَ لَكم؟”.
هنا بحسب إذاعة الفاتيكان شرح الأب أن الإيمان والخوف خصمان يتنافسان على قلب الإنسان، لكن كلمة الله تعزّينا وتذكِّرنا باستمرار ألا نخاف فالخوف ليس غياب الشجاعة بل هو غياب الثقة، إنه خوف من الله لأننا نملك صورة خاطئة عنه، تمامًا كآدم وحواء اللذان كانا يعتقدان أن الله يسلب الحرية بدلاً من أن يقدّم إمكانيات وفرص. وبالتالي نستطيع أن نقول أن الخطيئة الأولى في التاريخ هي خطيئة ضد الإيمان. فالخوف يولد من الصورة الخاطئة التي نكونها عن الله.
أضاف الأب رونكي بحسل الإذاعة عينها أننا اليوم أمام الخوف من العاصفة، الخوف الذي يولد من الشعور بأن الله قد تركنا، فالله يبدو نائمًا ونحن نريده أن يتدخل فورًا، وهذا ما يفعله: هو يتدخّل وهو بقربنا، لكن الله لا يتصرف مكاننا، لا ينتشلنا من العاصفة بل يعضدنا داخل العاصفة، “وفي هذا السياق تساعدنا جملة من اللاهوتي بونهوفر: الله لا ينقذنا من الألم وإنما ينقذنا داخل الألم، لا يحمينا من العذاب وإنما يحمينا في العذاب، ولا يخلّصنا من الصليب وإنما يخلّصنا بالصليب. فالله لا يمنحنا حلولاً لمشاكلنا بل يعطينا ذاته. قد نفكّر أحيانًا أنه يمكن للإنجيل أن يحل مشاكل العالم أو أن يخفف العنف والأزمات في التاريخ ولكن الأمر ليس كذلك لأن الإنجيل يحمل معه الرفض والاضطهاد والصلبان.”
وختم الأب إرميس رونكي وفق المصدر عينه تأملّه الثاني صباح الاثنين بالقول “يعلمنا يسوع أن هناك طريقة واحدة للتغلب على الخوف وهي الإيمان! ورسالة الكنيسة حتى في داخلها هي أن تحرر أبناءها من الخوف، لأن من واجب الذي ينقل الإيمان أن يربي أيضًا على عدم الخوف والتحرر منه.”