“أخطأنا مع آبائنا أسانا وأذنبنا” (مز 106: 6) هذا ما أورده موقع thehighcalling.org للكاتب مارك روبرتس عن مزمور 106 بكونه اعتراف بالخطيئة وبالأخص بعد أن بدأ الكاتب بهذه العبارة المذكورة آنفًا. ثم يتابع في الآيات الأربع والثلاثين ليخبر عن خطايا إسرائيل الأكثر خطورة. لمَ قام صاحب المزمور بذلك؟ لمَ قال لله ما كان يعلمه من قبل من خلال الاعتراف بخطايا إسرائيل؟ وأما نحن، فهل علينا أن نعترف بخطايانا؟ وإن كان كذلك، فلماذا؟ علمًا بأنّ الله يعلم أصلاً كل ما قمنا به وباعتبار أنه مغفور لنا بواسطة موت يسوع المسيح فإذًا لمَ علينا الاعتراف؟
إنّ الجواب بسيط على هذا السؤال وهو يكمن في العديد من الآيات الإنجيلية التي تحثّنا على الاعتراف ونذكر منها مثلاً “إعترفوا بعضكم لبعض بالزلاّت، وصلّوا بعضكم لأجل بعض، لكي تشفوا” (يع 5: 16). كما أنه يمكننا أن نلاحظ أنّ الشعب في الكتاب المقدّس كانوا يعترفون بزلاّتهم لذا علينا أن نقتفي أثرهم.
إنما إن قمنا بتفكير أعمق من ذلك، وكما يقول المثل “الاعتراف يطيّب الروح” وحتى أكثر من الروح. بالطبع إنّ غفراننا ينبع من نعمة الله في المسيح والتي تمّ التعبير عنها في موت يسوع على الصليب من أجلنا. إننا لا ندّخر الغفران بالاعتراف إنما عندما نقول لله بكا ما قمنا به لإهانته، فنحن نهيّىء نفوسنا لتقبل الغفران.
وفي الختام، نحن نشكر الرب على المثال الذي ورد في المزمور 106 فذلك يذكّرنا بالحرية والفرح اللذين ينبعان من خلال الاعتراف بالخطايا. “أنا أشكرك أيها الرب الإله وأطلب أن يعتمد غفراني على نعمتك في المسيح وليس على أي شيء آخر فعندما أقوم بالاعتراف أنتهز كل ما تقدّمه لي من نعم وأتحرر من براثن عقد الذنب التي تكبّل قلبي”.