إنّ درب صليب يسوع المسيح ودرب بشرية هذا العصر هما موضوع التأملات التي سترافق المراحل الأربعة عشر يوم الجمعة العظيمة لهذه السنة في الكوليزيه، روما يوم 25 آذار. فسّر الكاردينال الذي قام بتحضير النصوص إلى راديو الفاتيكان بأنه استلهم النصوص من لوحة للرسام بيروجينو كان قد رآها في دير القديسة مريم المجدلية في بازي مبيّنة عمق الاتحاد بين آلام المسيح وآلام البشرية بحسب ما أفادت وكالة زينيت (القسم الإنكليزي).
تشير تأملات درب الصليب التي تحمل دائمًا كلمة الله كنقطة انطلاق إلى ما يحصل في العالم بالأخص في الأمكنة التي تحدث فيها المعاناة نتيجة الحرب والفقر وحيث يتمّ انتهاك كرامة الإنسان كل يوم. كما لو أنّ “يسوع يعيش آلامه شخصيًا في البشرية من جديد”. وأضاف: “من هنا، سعيت لتفسير الآلام تحديدًا على ضوء محبة الله الكبيرة للبشرية وإلاّ فلا معنى لها. لا يمكن قراءة الألم إلاّ على ضوء محبة الله ومن الواضح في سنة الرحمة بإنّ أفق درب صليبي لا يمكن إلاّ أن تكون درب حب وغفران”.
تناولت العائلة أيضًا موضوع التأملات فذكّر رئيس الأساقفة في المرحلة الرابعة عند لقاء مريم بابنها بالوضع المأساوي الذي تعيشه العائلات والعديد من الشباب العاطلين عن العمل وكل المآسي التي تواجه الإنسانية والكنيسة اليوم. وقال: “إنّ آلام وموت المسيح هما مصالحتنا مع الله. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى تحقيق هذه المصالحة شخصيًا وكذلك الإنسانية والكنيسة هما بحاجة إلى ذلك. دعونا نفكّر أيضًا في الوضع المأساوي الذي يمرّ به شباب اليوم الذين يفقدون معنى الحياة. فلنفكّر أيضًا في عدم الاستقرار الاقتصادي، بأن نترك أرضنا بسبب الحرب والفقر”.
باختصار، دعا الكاردينال إلى جمع آلام المسيح بآلام الكنيسة والإنسان والعالم مركّزًا بشكل خاص على اضطهاد المسيحيين في عصرنا هذا: “للأسف، إنّ العديد من إخوتنا يعيش الآلام في بعض المناطق من العالم. إنّ شهداء القرن الحادي والعشرين هم بلا شك رُسل اليوم وكما يقول الأب الأقدس عندما يقتلوكم بدافع الحقد للمسيح فهم لا يسألونكم إن كنتم كاثوليك أو بروتستانت أو أرثوذكس. أنتم شهود حقد الإيمان من خلال التعبير عن إيمانكم”.