ضمن المقابلة العامة الثالثة خلال يوبيل الرحمة والتي جرت بتاريخ 12 آذار، خاطب البابا فرنسيس الحجّاج الذين كانوا متواجدين في ساحة القديس بطرس، متابعاً نشر تعاليم الرحمة كما تُفهم في الكتابات، مركّزاً هذه المرّة على مقطع من إنجيل يوحنا لدى غسل يسوع أرجل تلاميذه. وبحسب مقال أعدّته إليز هاريس ونشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، قال الحبر الأعظم إنّ هذه بادرة غير متوقّعة إلى درجة أنّ بطرس لم يشأ تقبّلها، متوقّفاً عند سؤال يسوع: “أتفهم ما عملته لك؟”
“عبر غسل أرجل التلاميذ، أراد يسوع أن يُظهر لنا كيف يتصرّف الله حيالنا، وأن يعطينا مثلاً عن الوصيّة الجديدة التي تقضي بحبّ بعضنا البعض كما أحبّنا، أي وهبنا حياته. إذاً إنّ الحبّ هو الخدمة الملموسة التي نسديها إلى بعضنا البعض”. وهنا، شرح الأب الأقدس أنّ “الحبّ خدمة متواضعة، تجري في الصمت والخفاء”، مضيفاً: “طبّق يسوع على نفسه صورة خادم الله”. أمّا خدمة الآخرين فتقضي باستخدام مواهب الروح القدس وجعلها متوفّرة لنموّ الجميع ولسدّ عوز الآخرين، بما أنّ هذه المشاطرة وهذا التكرّس للمحتاج هما أسلوب عيش البشرية الأصيلة.
من ناحية أخرى، شجّع الحبر الأعظم الحجّاج على ألّا ينسوا أنّ يسوع، وعبر غسل أرجل التلاميذ وطلبه منّا أن نفعل الشيء نفسه، إنّما يدعونا للاعتراف بمشاعرنا وللصلاة على نوايا بعضنا البعض، لنعرف “كيف نسامح من القلب” ونعيش إيماننا ونشهد لحبّه. “إنّ الحبّ والمحبّة خدمة”، خدمة الآخر وحبّه ومساعدته، إلى درجة نسيان الذات. ثمّ أنهى البابا المقابلة العامّة عبر الإشارة إلى دعوة يسوع إلى أن نكون خدّاماً حقيقيين، كما كان هو لكلّ واحد منّا، قائلاً: “أن نكون رحماء كالآب يعني أن نتبع يسوع على درب الخدمة”.