أكّد الفاتيكان يوم الجمعة أنّه من المتوقّع أن يقوم البابا بزيارة أرمينيا للمرة الأولى هذه السنة وقد نقلت وكالة آسيانيوز هذا الخبر عن المتحدث باسم الفاتيكان الذي يفيد بأنّ البابا على الأرجح سيزور أرمينيا لأيام عديدة في ختام شهر حزيران إنما لم تُحَدَّد بعد مواعيد الزيارة.
وقد أعلنت الكنيسة في أرمينيا الشهر الفائت أنّ سفر البابا يُتوقّع أن يجري في شهر أيلول وبأنّ المكتب في اشميادزين للكاثوليكوس غريغان الثاني “كان على تواصل مع الفاتيكان ضمن إطار تنظيم الزيارات”. دعا غاريغان والرئيس سيرج سركيسيان شخصيًا البابا ليأتي إلى أرمينيا عام 2014 مشددين على أهمية العلاقات القائمة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الرسولية الأرمنية. يُذكَر أنّ الرجلين كليهما قد شاركا في احتفال تنصيب البابا على كرسي بطرس عام 2013 بحسب ما ذكر موقع armenews.com.
إنّ أوّل من بدأ بوضع أساسات اللقاء بين الكنيستين كان سلف البابا فرنسيس القديس يوحنا بولس الثاني عام 1996 مع غاريغان الأول بإعلان مشترَك واضعين بذلك حدّ لخلافات لاهوتية منذ قرون بين الطوائف المسيحية. ثم أصبح يوحنا بولس الثاني عام 2001 القائد الأول للكنيسة الكاثوليكية الذي يطأ أرض أرمينيا. وفي خلال هذه الزيارة التاريخية، أصدر بيانًا مشترَكًا مع غاريغان الأول واصفًا المذابح التي حصلت عام 1915 بالمجزرة.
ثم أكّد البابا فرنسيس من جديد علنًا اعترافه بالمجزرة في نيسان 2015 في أثناء القداس الإلهي الذي احتفل به في بازيليك القديس بطرس في الذكرى المئوية الأولى على المجزرة. وقد ردّت تركيا بغضب على تسمية ذلك “المجزرة الأولى في القرن العشرين” متهمة البابا بأنه يشوّه التاريخ ومستدعية السفير البابوي احتجاجًا على ذلك.
رفضت أرمينيا انتقادات تركيا ورحّب وزير الخارجية إدوارد نالبانديان بإعلان البابا فرنسيس الذي أوصل “رسالة مهمة من التضامن والدعم للشعب الأرمني”. ثم أشاد البابا فرنسيس من جديد بالأرمن الذين قُتلوا “بسبب ديانتهم المسيحية” بعد أن احتفل بالقداس الإلهي مع بطريرك الأرمن غريغوريوس بطرس في دار القديسة مارتا في شهر أيلول الفائت. وقارن معاناتهم باضطهاد الجماعات المسيحية القديمة في الشرق الأوسط.