Bengladesh - Wikimedia Commons

Bengladesh - Wikimedia Commons

الفصح في بنغلادش مزدوج الحرّاس…

رسالة من مدير المعهد البابوي للبعثات الأجنبية

Share this Entry

فصح يُعنى بمرضى كلية الطب في دينايبور، وإخوة منتشرون في ثلاث أبرشيات في بنغلادش، إنما أيضًا احتفالات تحت حراسة أمنية مشددة تراقب خطواتهم وتضمن أمن الاحتفالات الدينية… هذه هي الصورة التي رسمها الأب ميشال برامبيلا، مدير المعهد البابوي للبعثات الأجنبية في بنغلاديش في الرسالة التي وجهها إلى كل أصدقائه لمناسبة عيد الفصح.

يتحدّث المرسَل عن جوّ انعدام الأمن في البلاد في أعقاب أعمال العنف الممارسة بحق الأجانب والجماعات المسيحية. بعد مضي خمسة أشهر على محاولة اغتيال الأب بيرو بارولاري على يد المجاهدين الإسلام، لا يزال الكهنة تحت حراسة الشرطة. وقال الأب برامبيلا: “بالرغم من كل هذه القيود على تحرّكاتنا، لا يزال 29 كاهنًا يواصلون العمل من أجل خير الجماعة بفضل حماية الشرطة والحكومة”. ننقل إليكم ما جاء في رسالته:

“أيها الأصدقاء الأعزاء، تحياتي من بنغلادش. بينما نبدأ الأسبوع العظيم الذي يمسّنا جميعًا أكنا مؤمنين أم غير مؤمنين، من يعيشون حياة سطحية أو من ينمون بالإيمان يومًا بعد يوم… إنّ من مات منذ ألفي عام لا يمكن أن يترك أي شخص غير مبالٍ. نحن مدعوون لأن نعطي معنى لحياتنا وكلّ من يبحثون عن الحق لا يمكنهم إلا وأن يطرحوا هذا السؤال: من هو؟ لمَ بذل حياته من أجل الجميع؟

هذا الصوم كان مختلفًا عن غيره: لا زيارات إلى القرى وتعليم مسيحي واعترافات. إنّ مهماتي في المجلس البابوي للبعثات الأجنبية وفي الأبرشيات تشغلني في أمكنة أخرى ويمكنني أن أرتاد إلى الرعية لأساعد معاوني في عطلة نهاية الأسبوع ليس إلاّ: يقوم الأب إيمانويل ميلي على مدى 40 عامًا في بنغلادش، بالعمل الرعوي جنبًا إلى جنب العديد من الأمور الجديدة. أنا سعيد جدًا لأنه أتى إلى كودبير في سن الثالثة والسبعين.

في الوقت الحالي، نخصص وقتًا كبيرًا لإدارة المستشفى حتى نفهم كيفية جعلها أكثر فعالية من أجل العناية والمحبة فوق كل شيء. أنا أواجه يومًا فيوم أوضاعًا مختلفة ومن الصعب أن يقرر الإنسان مصير صحة الآخر. أبذل كل ما بوسعي لأزور المرضى الذين يحتاجون إلى كلمات تعزية… وليس هم فحسب. إنّ عالم الألم اليوم يدعنا ننظر إلى الصليب بانتباه خاص ويساعدنا على إعادة اكتشاف حضور من مات وقام من بين الأموات وهو قريب من كل واحد منا بالأخص من يعانون بالجسد والنفس.

إنّ القضية الأخرى التي تشغلني تتمحور حول كل ما يتعلّق بالمجلس البابوي للبعثات الأجنبية وكل المواهب المتعددة التي يتميّز بها الكهنة والرهبان الذين يتشاركون الخيار نفسه باتباع من دعانا لنخدمه من خلال الآخرين أطانوا قريبين أم بعيدين. نحن لسنا بجماعة صغيرة بل نتألّف من 29 شخصًا موزّعين في ثلاث أبرشيات إنما أحاول أن أدعوهم وأسال عن حالهم ونشاطاتهم.

في الختام، ومثل كل عيد الميلاد الفائت، سيكون هذا الفصح أيضًا مدرّعًا بالشرطة المتمركزة حيث نسكن ويرافقوننا في خلال النهار. أنا أقول دائمًا، أنا لا أملك ملاكًا حارسًا غير مرئي إنما يوجد العديد من الملائكة الحراس من حولي الذين أتحدّث إليهم وأشاركهم بعض الكلمات. صلّوا حتى يتحوّل انعدام الأمن إلى أمن حقيقي. وأتمنى لكم فصحًا مجيدًا مع تحياتي الطيبة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير