“بما أنّ الرحمة تعيد بناء كل شيء وتردّ كرامة كل إنسان” فهي تقودنا إلى البحث عن كيفية “إصلاح الضرر الذي ألحقناه بالآخرين” هذا ما فسّره البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته عند ترأّسه قداس تبريك الميرون في بازيليك القديس بطرس يوم الخميس 24 آذار، خميس الأسرار. وقد أحاط به العديد من الكهنة والأساقفة من أبرشيته ومن الكوريا الرومانية الذين جدّدوا عهودهم الكهنوتية معه بعد العظة.
ثم بارك البابا وكرّس الزيوت المستخدمة في الأسرار في الكنيسة: زيوت المرضى وزيوت الموعوظين والميرون المقدّس المعطّر، علامة مسحة الروح القدس ونفخ البابا عليه قبل أن يصلّي. وقال عندما تلا العظة: “إن كانت الرحمة تعيد الكرامة للخاطىء فهي تدعوه أيضًا إلى إصلاح الشرّ الذي اقترفه. إنّ الرحمة تصلح كل شيء وتردّ للناس كرامتهم الأصلية. لذا فإنّ الجواب الصحيح هو أن نشكر بغزارة: علينا أن ندخل مباشرة إلى الحفلة بأبهى حلانا متخلّين عن المرارة التي شعر بها الإبن الأكبر وأن نفرح ونتهلّل… فمن خلال القيام بذلك وبالمشاركة في هذا الجو من العيد يمكننا أن نفكّر جيدًا ونسأل الغفران وأن نرى بوضوح أكبر كيف يمكن أن نصلح الشرّ الذي اقترفناه”.
ذكّر البابا برسالة الكهنة بأن يكونوا “شهداء وسفراء الرحمة الكبيرة التي يتحلّى بها الآب؛ نحن نتميّز بمهمة تجسيده كما كان يفعل يسوع “حيث ما ذهب كان يصنع الخير”. ثم دعا الكهنة إلى “المبالغة” في التمثّل بالله نفسه: “بما أنه هو من يعطينا المثال، فعلينا أن لا نخاف من أن نبالغ نحن أيضًا لأنّ الرب يبالغ في رحمته”.
وشدد البابا: “إنّ يسوع قد أتى ليفتدينا ويخرجنا من الفقر والعمى ومن سجناء ومظلومين ليحوّلنا إلى سفراء لرحمة وتعزية الآب”. برأي البابا، إنّ الرحمة تنمو تدريجيًا: “رحمة تنمو أكثر فأكثر: إنها تعلن وتحمل دائمًا كل جديد: هي تشفي وتحرر وتعلن سنة رضًا عند الرب”.