إنّ خبر إعلان قداسة الأم تريزا قد قابله ردود فعل معاكسة في الأوساط غير المسيحية كما يفيد البحث على غوغل إنما هذا ليس بالأمر المفاجىء كثيرًا فالقديس لا يأتي لكي يقول للعالم ما يرغب بسماعه. كلنا يعلم كم أنّ إنجازات الأم تريزا كانت بسيطة وقويّة ومهمة وحاربت الكثير من أجل إطعام يسوع الموجود في الفقراء. كانت تخرج مع الراهبات ليلاً لتهتمّ بالمرضى وتبحث عنهم في الشوارع حتى تحيطهم بالعطف والاهتمام. كانت تعالجهم بالحب وبكرامة، هم من رفضهم المجتمع كليًا، أفقر الفقراء في كالكوتا.
وقد ذكر موقع catholicherald.co.uk الفرق بين المستشفى الذي أنشأته الأمر تريزا وتم انتقادها كثيرًا عليه إذ كانت تفتقر إلى المال والمعدات الطبية التي تشفي الإنسان إنما وسيلتها الطبية كانت فعلاً تشفيهم وتضمّد جراحهم من خلال عطفها ومحبتها وربما الكثير من المستشفيات في عصرنا الحالي تفتقد إلى هذا النوع من العلاج.
إنّ الفقر في مفهوم الأم تريزا لم يكن يومًا النقص في المال بل الفقر هو النقص في الحب. كانت الأم تريزا مثلاً ضد وسائل منع الحمل والإجهاض وهي بلا شك على حق في ذلك. فوسائل منع الحمل والإجهاض هما علامتان تدلاّن على النقص في الروح الإنسانية، خطايا سببها نقص الحب. إنّ مجتمعنا الذي يقبل بقتل أبنائه عوض تقبّلهم كعطية عظيمة وغنية هو أفقر المجتمعات في العالم بالرغم من غناه المادي و”تطوّره”.
ويتابع كاتب المقال على الموقع المذكور آنفًا ليقول بأنّ “بريطانيا مثلاً هي فقيرة. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتأمّل بها. وهذه كانت رسالة الأم تريزا عندما أتت لتزور كاردبورد سيتي في لندن”. لم تكن الأم تريزا تجمع التبرّعات لأنها لم تكن تؤمن يومًا بأنّ المال هو الحلّ بل كان هو المشكلة في الكثير من الأحيان: الحل كان الحبّ! إنّ كل الأموال التي كانت تحصل عليها كانت تحوّلها إلى جمعيات خيرية كاثوليكية أخرى فبنظرها إعطاء المال للفقراء هو جدير بالثناء إنما لا يمكن أن يكون بديلاً عن اهتداء أو تحويل القلب.