قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقْصى حُدودِه.
وفي أَثْناءِ العَشاء، وقَد أَلْقى إِبَليسُ في قَلْبِ يَهوذا بْنِ سِمعانَ الإِسخَريوطيِّ أَن يُسلِمَه،
وكانَ يسوعُ يَعلَمُ أَنَّ الآبَ جَعَلَ في يَدَيهِ كُلَّ شَيء، وأَنَّهُ جاء مِنَ لَدُنِ الله، وإِلى اللهِ يَمْضي،
فقامَ عنِ العَشاءِ فخَلَعَ ثِيابَه، وأَخَذَ مِنديلاً فَائتَزَرَ بِه،
ثُمَّ صَبَّ ماءً في مَطهَرَةٍ وأَخَذَ يَغسِلُ أَقدامَ التَّلاميذ، ويَمسَحُها بِالمِنديلِ الَّذي ائتَزَرَ بِه.
فجاءَ إِلى سِمعانَ بُطرُس فقالَ له: «أَأَنتَ، ياربُّ، تَغسِلُ قَدَمَيَّ؟»
فأَجابَه يسوع: «ما أَنا فاعِل، أَنتَ لا تَعرِفُه الآن، ولكِنَّكَ ستُدرِكُه بَعدَ حين».
قالَ له بُطرُس: «لن تَغسِلَ قَدَمَيَّ أَبَدًا». أَجابَه يسوع: «إِذا لم أَغسِلْكَ فلا نَصيبَ لَكَ معي».
فقالَ له سِمْعانُ بُطُرس: «يا ربّ، لا قَدَمَيَّ فَقَط، بل يَدَيَّ وَرأسي أَيضًا».
فقالَ لَه يسوع: «مَن استَحَمَّ لا يَحتاجُ إِلى غُسْل، بل هو كُلُّه طاهِر. وأَنتُم أَيضًا أَطهار، ولكِن لا جَميعُكم».
فقَد كانَ يَعرِفُ مَن سَيُسلِمُه، ولِذلِكَ قال: «لَستُم جَميعُكم أَطهارًا».
فلَمَّا غَسَلَ أَقدامَهم لَبِسَ ثِيابَه وعادَ إِلى المائدة فقالَ لَهم: «أَتَفهَمُونَ ما صَنَعتُ إِليكم؟
أَنتُم تَدعونَني «المُعَلِّمَ والرَّبّ»، وأَصَبتُم فيما تَقولون، فهَكذا أَنا.
فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضًا أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض.
فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضًا ما صَنَعتُ إِلَيكم.
*
عاش بنو إسرائيل فصحهم الأول وأحقائهم مشدودة، علامة للجهوزية. عاش يسوع فصحه الأخير وحقواه مشدودان علامة الخدمة والاتضاع. بين هذين الرمزين درس كبير في معنى الإيمان. فالإيمان هو جهوزية، ولكنه أيضًا أكثر من ذلك، هو إدراك أننا لسنا أبدًا جاهزين بما هو الكفاية. نحن دائمًا بحاجة إليه، إلى الرب الذي يكمل نقص جهوزيتنا بانحداره لكي يجعلنا ننهض من كبوتنا؛ نحن بحاجة لِلَمستِه التي تجمع حطام كياننا؛ نحن بحاجة لإله إنساني لنتذكر من جديد ما معنى أن نكون بشرًا.
Sieger Koder - The Washing of the feed
نحن بحاجة لله لنذكر ما معنى أن نكون بشرًا #كلمةالحياة
قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقْصى حُدودِه. وفي أَثْناءِ العَشاء، وقَد أَلْقى إِبَليسُ في قَلْبِ يَهوذا بْنِ سِمعانَ الإِسخَريوطيِّ أَن […]