تحدّث البابا فرنسيس في أثناء ترأّسه قداس تبريك الزيوت المقدسة عن ديناميكية الرحمة، اليوم في خلال خميس الأسرار برفقة العديد من الكهنة والأساقفة الذين جددوا نذورهم الكهنوتية وقال: “ديناميكية الرحمة تربط كل لفتة بأخرى ومن دون الإساءة إلى أي ضعف وتنتشر أكثر من خلال المساعدة والمحبة. إنّ كل واحد منا من خلال النظر إلى حياته الشخصية بنظرة الله المحبة يمكنه أن ينشّط ذاكرته ويكتشف كم أنّ الله رحمنا، وكم كان رحيمًا أكثر مما نتصوّر مشجّعًا إيانا لكي نسير قدمًا نحو الأمام مؤكّدًا لنا بأنه سيكون أكثر رحيمًا في المستقبل”.
ثم ذكّر البابا بأنّ “معركة الرب ليست مع البشر بل مع مع الشيطان، عدوّ البشرية. لكنّ الرب مرّ من بين الذين كانوا يحاولون إيقافه ومضى إذ هو لا يحارب لكي يقيم مكانًا له للسلطة. فإن كان يكسر الحواجز ويضع الضمانات محط الشكّ فذلك ليفتح ثغرةً على تيار الرحمة الذي يرغب مع الآب والروح القدس أن يفيضوه على الأرض. إنّ رحمة الرب غير متناهية، هي رحمة تسير ورحمة تسعى يوميًا لكي تقوم بخطوة إلى الأمام للمضي قدمًا حيث يهيمن العنف واللامبالاة”.
وفسّر البابا: “حيث يعلن الرب إنجيل رحمة الآب من دون شروط تجاه أفقر الفقراء والأكثر بعدًا وظلمًا، فهناك نحن أيضًا مدعوون لكي نختار “لخوض الجهاد الحسن، جهاد الإيمان”. ثم ذكر البابا ما جاء على لسان الله بكلمات النبي حزقيال للشعب الذي كان قد زنى وخان الرب: “أما أنا فأذكر عهدي معك في أيام صباك… عند ذلك تذكرين أنت طرقك وتخجلين حين أرضى عن أختيك اللتين هما أكبر منك، وعن اللواتي هنّ أصغر منك، فأجعلهنّ لك بنات، ولكن لا يكون عهدي معهنّ كعهدي معك. وأجدّد عهدي معك فتعلمين أني أنا الرب، حتى تتذكّري وتشعري بالخزي ولا تفتحي فمك من بعد لعارك، حين أغفر لك جميع ما فعلت، يقول السيد الرب” (حزقيال 16: 60 – 63).