في الأيام الأخيرة، سمعنا الكثير عن تفجيرات بروكسل وعن منفّذيها. لكن ما لم نسمعه وما لا يمكن تصديقه هو كون أحد الانتحاريين طالباً نموذجياً في شبابه، وفي ثانوية كاثوليكية في بروكسل!
فبحسب مقال نشره موقع reuters.com الإلكتروني، إنّ نجم العشراوي الانتحاري والمحارب الإسلامي في سوريا – المتّهم بتحضير الأحزمة الناسفة المستخدمة خلال اعتداءات باريس في تشرين الثاني الماضي – بلجيكي يبلغ من العمر 25 عاماً، ترك بلجيكا في شباط من عام 2013 متوجّهاً إلى سوريا. وقد تمّ التعرّف على صورته عبر صورة كاميرا المراقبة التي نشرتها الشرطة إثر التفجيرين في مطار بروكسل. وفي هذا السياق، ثمة وثائق تشير إلى سفره برّاً من هنغاريا إلى النمسا في أيلول الماضي منتحلاً اسم صفيان كيال، مع السائق صلاح عبد السلام أي المشتبه به الأوّل في اعتداءات باريس والذي اعتُقل في بروكسل الأسبوع الماضي. ويُقدّر أنّ يكون العشراوي عاد من سوريا بحراً مع لاجئين آخرين.
إلّا أنّ فيرونيكا بيليغريني مديرة مدرسة العائلة المقدّسة في هلمت شرق شيربيك في بروكسل، والتي كان العشراوي يرتادها، أكّدت في اتّصال هاتفي مع الموقع المذكور أنّه “كان طالباً لامعاً لم يفوّت يوماً صفّاً”، إلى أن تخرّج من الثانوية سنة 2009. وتضيف بيليغريني أنّ صفوف التعليم المسيحي تدخل ضمن منهج المدرسة لكلّ الطلّاب، بغضّ النظر عن ديانتهم، لذا فإنّ العشراوي شارك في تلك الصفوف كالآخرين. وفيما تقدّم المدرسة إمكانيّة لمتابعة دروس المجالات التقنيّة كالكيمياء، تشير وسائل الإعلام البلجيكية إلى أنّ العشراوي درس الميكانيكية الكهربائية، في حين قالت بيليغريني إنّه لم يتبع صفوفاً مماثلة في مدرستها، بل كان يحضر صفوف الدروس الشاملة.