إنّ الحياة الواهنة التي يعيشها شبّان اليوم أمر شائع في أوروبا، يترافق مع ظلال التشاؤم والبطالة وعدم الأمان والصعوبة في تأسيس عائلة. إلّا أنّ القيام بالخطوات الأولى كتقبّل أيّ عمل بفرح أو الزواج يعني المخاطرة والقفز، ليس إلى عدم الأمان بل القفز بإيمان، خاصّة بالنسبة إلى من يواجهون الصعوبات والعقبات.
وبحسب مقال أعدّه برناردو سيرفيليرا ونشره موقع asianews.it الإلكتروني، فإنّ هذا العالم الضائع في “الإبداع الجريء” الذي يدّعي قدرته على محو جميع الشرور وإحلال العدالة والمساواة والازدهار والسلام، يصبح هرماً وعاجزاً، ويغرق في الجمود بشكل متصاعد وفي الشيخوخة. كما أنّه يحصد الآن ثمار فساد الدكتاتوريات و”الحقوق الجديدة” الغامضة والحروب وإراقة الدماء، التي قد تؤدّي كلّها إلى إبادة العالم. لذا، على البشريّة أن تستعيد شجاعتها للتحلّي بالثقة وللمخاطرة.
من هنا، إنّ عالمنا بحاجة إلى شهود للقيامة، إذ ثمة قوّة في الإعلان المسيحي الذي يبثّ الحياة في أمكنة يسيطر عليها الموت كبلدان الشرق الأوسط. وهذه القوّة هي هبة وجود المسيح بين المؤمنين، والذي بدوره يعبر وادي الدموع لزرع الأمل. وبهدف تحقيق هذا، على العالم تقبّل “مخاطرة” الإيمان به! ومع أنّ كلمة “مقارنة” تقترن غالباً بشيء غير عقلاني، فإنّ عالماً “عقلانياً” يؤدّي إلى الجمود الناتج عن الآراء السبقيّة الأنانيّة.
إن لم نشأ الموت جرّاء شيخوخةٍ عاقر، وإن أردنا أن نعطي الشباب مثالاً أعلى للحياة قبل كلّ شيء آخر، علينا المخاطرة أوّلاً بالإيمان بالمسيح، بمساعدة شهوده.
المسيح قام… حقاً قام!