Holy Robe - Wikipedia.org

ماذا نفهم من قميص يسوع غير المخيّط … ؟!

يعطي يوحنا أهميّة خاصّة لمشهد اقتسام الثياب ، وهو يرويه بدقّة :  وأما الجنود ، فبعدما صلبوا يسوع ، أخذوا ثيابه ، وجعلوها أربع حصص ، لكلّ جندي حصّة ، وأخذوا القميص أيضا ” يو 19 : 23 .  إنّ ما تنفرد […]

Share this Entry

يعطي يوحنا أهميّة خاصّة لمشهد اقتسام الثياب ، وهو يرويه بدقّة :  وأما الجنود ، فبعدما صلبوا يسوع ، أخذوا ثيابه ، وجعلوها أربع حصص ، لكلّ جندي حصّة ، وأخذوا القميص أيضا ” يو 19 : 23 .  إنّ ما تنفرد به رواية التمليذ – الشاهد ، بالمقارنة مع الإزائيّين ، هو ما يتعلّق بالقميص الذي كان ” منسوجــــًا كلّه من أعلاه إلى أسفله ” . إنه يريد التأكيد على مرحلتي الإقتسام ، مفسّرا الآية 19 من المزمور 22 حيث جاء : “يقتسمون ثيابي بينهم ، وعلى لباسي يقترعون ” . كان من الممكن أن تــُفهَم هذه الآية ، في حدّ ذاتها – لا سيّما في اللغة الأصليّة – وكأنها تصفُ عملا واحدًا . ولكن الإنجيليّ ، وبتوضيح دقيق جدّا ، مستندًا ولا شكّ إلى تقليد تاريخيّ ، ميّز بين إقتسام الثياب ، وبين الإقتراع على القميص ، ومضيفا شرحا : لما كان القميص غير مخيّط ، فلم يكن من المعقول تمزيقه .
الأب دوناسيان ملا اليسوعيّ يقول : إنّ النص العبريّ لا يميّز بين الثوب والقميص ، ولكن قرار الجنود ، بعدم شق القميص، يعني ليوحنا أن لذلك مدلولا خاصّا ، في نيّة الله ، ويجب أن يتجلّى على الجلجلة . لقد أراد الله أن يظلّ قميص يسوع كاملا ، فيوحنا يرى فيه ، سرّا إلهيّا مخبّأ .
هناك معنى أوّل يعطينا إيّاه الكاردينال كارلو مارتينيّ ، هو أن يسوع أعطانا حقا كلّ شيء ، ولم يحتفظ لنفسه  ، بل ضحّى حتى بثيابه التي ، نوعا ما ، تكرم الجسد ، إذ تستر عريه . فلقد ارتضى بأن يظهر علنا وكأنه رجل لا قيمة له ، يمكن للجميع أن يسحقوه .
يرجع بعض المفسّرين ، في هذا النصّ ، إلى معلومة أوردها المؤرّخ فيلافيوس يوسيفوس  ، قال فيها :  ” إنّ رداء عظيم الكهنة كان منسوجًا من خيط واحد غير منقطع ” . هكذا من خلال ملاحظة الإنجيليّ الخافتة هذه ، يمكن أن نجد تلميحا إلى كرامة رئيس الكهنة ، يسوع ، وهي كرامة كان يوحنا قد صوّرها بإسهاب ، من وجهة نظر لاهوتيّة ، وذلك في صلاة يسوع الكهنوتيّة . إنّ الذي يموت هنا ليس ملك إسرائيل الحقيقيّ فحسب ، بل هو رئيس الكهنة ايضا ، الذي في هذه الساعة خزيه ، يكمّل وظيفته الكهنوتيّة .
إنّ آباء الكنيسة يظنّون أنّ لهذا الإلحاح على القميص بدون خياطة معنى عميق . ولكن تصعُب رؤيته بنوع مقنع للجميع . ومن جهة أخرى ، فإنّ ما تمتاز به الآيات في الإنجيل الرابع هي أنها ذات قيم متعدّدة ؛ فهي تجعلنا نفكّر في أحداث تاريخيّة كثيرة ممكنة ، ولكننا لا نستطيع إثباتها . وهكذا يرمز القميص غير الممزّق ، في نظر البعض ، إلى جسد يسوع الذي يبقى سالمًا وينهض ؛ فتكون تلك علامة تُخبر بالقيامة . وهناك مفسّرون آخرون ، منذ القرن الثالث ، بدءًا بالقديس قبريانس ، يرون في القميص صورى الكنيسة المقدّسة التي لا ينبغي للناس أن يشقّوها . إنّ القميص غير المخيّط وغير المنقسم ، يرمز للوحدة المسيحيّة .  يشير إلى أنّ وحدة أبناء الله ثابتة به هو ، الكرمة الحقّ .
نستطيع أيضا أن نرى في قميص الربّ غير المخيط ، بثوب اللوغوس الذي يوحّد العالم .
المراجع
روايات الآلام والقيامة ، الأب ببير بنوا الدومنيكانيّ
يسوع الناصريّ ج2 ، البابا بنديكتوس السادس عشر
من أجل إيمان جادّ (إنجيل يوحنا ) ، الكردينال كارلو مارتيني
قراءات في إنجيل يوحنا ، الأب دوناسيان ملاّ اليسوعيّ

Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير