“الرب يأخذ كل واحد منا ويلصق وجنتيه بِوَجنتينا. كم من الحنان والحب تعبّر عنه هذه الصورة! الحنان: كلمة شبه منسية والتي يحتاج إليها عالم اليوم”. هذا ما قاله البابا فرنسيس أثناء ترأسّه أمسية الصلاة مساء السبت في ساحة القديس بطرس لمناسبة عشية عيد الرحمة الإلهية وعيد “ولادة القديس يوحنا بولس الثاني في السماء” في 2 نيسان 2005 في تمام الساعة العاشرة إلاّ ثلث.
واقترح البابا أن تقوم كل أبرشية بعمل رحمة لمناسبة يوبيل سنة الرحمة قائلاً: “ماذا يمكنني أن أترك كذكرى حيّة وكعمل رحمة حيّ، كجرح مفتوح ليسوع الحيّ لمناسبة سنة الرحمة؟ لنفكّر في الأمر ونتشاركه مع أساقفتنا”.
وذكّر البابا: “إنّ الله أظهر نفسه في أكثر من مرّة رحومًا وهذا الاسم رحوم هو (سفر الخروج 34: 6). من خلال قراءة الكتاب المقدّس، نجد أنّ الرحمة هي قبل كل شيء قرب الله من شعبه وهو يتجلّى من خلال المساعدة والحماية”. وأورد البابا ما قاله النبي هوشع في هذا السياق: “بحبال البشر وبروابط الحب اجتذبتهم وكنت لهم كمن يرفع الرضيع إلى وجنتيه وانحنيت عليه وأطعمته” (هوشع 11: 4). “إنها صورة تعبيرية للغاية: إنّ الله يأخذ كل واحد منا ويرفعنا إلى وجنتيه. كم من الحنان والحب تعبّر عنهما هذه الصورة! وقد تواردت إلى ذهني كلمة النبي عندما رأيت شعار اليوبيل. المسيح لا يحمل البشرية على كتفيه فحسب بل إنّ وجنتيه متلاصقتان بوجنتي آدم فيبدو وكأنّ الوجهين يذوبان في وجه واحد”.
وتابع البابا ليقول بإنّ “إلهنا يعرف ضعفنا فقد اتّخذ بشريتنا وعمل بيدي إنسان وفكّر كما يفكّر الإنسان وعمل بإرادة إنسان وأحبّ بقلب الإنسان. فكان شبيهاًا لنا بكلّ شيء ما عدا الخطيئة”. وهنا دعا البابا الجميع ليكونوا رحماء كالآب وأن نكون شهودًا حقيقيين للرحمة بالعمل وليس بالكلام فحسب.