طرح رئيس أساقفة فيينا الكاردينال شونبورن سلسلة من الأسئلة ليفهم من خلالها ماهية الرحمة التي يحتفل بها هذه السنة وبشكل خاص في يوم احد الرحمة الإلهية. تساءل الكاردينال مثلاً هل يمكننا أن نحظى بالرحمة تجاه قاتل أطفالنا؟ وأجاب أن يسوع أعطى حياته للذين قتلوه لقد مات لأجلهم وقبل أن يموت من أجلهم، عوضاً عن الانتقام اختار الرحمة لأن الله لم يشأ أن يتغلب عن نقص الرحمة لدينا إلا برحمة أكبر منه تجاهنا. هنا تكمن نواة الحياة المسيحية فهو أظهر رحمته لأولئك الذين لا رحمة لهم وهو لم يجازي القتلة بل منحهم الحب.
أولاً طرح الكاردينال سؤالاً مهماً وهو هل الرحمة إلهية أو يمكن ان يشعر بها البشر، وهل هي موقف يستطيع البشر اتخاذه أو هو موقف إلهي بحت؟ هنا تحدث الكاردينال عما قام به يسوع من أجل الأبرص والأعمى وشدد على أن يسوع لم يمر بالشخص مرور الكرام بل كان هناك رحمة في قلبه وشفاه. عندما نلتزم من اجل الآخرين لا نرى المرض الذين يعانون منه بل نرى الإنسان الذي يعاني من هذا المرض، ويسوع لأنه إنسان لديه الرحمة في قلبه.
تابع الكاردينال قائلاً ان يسوع نفسه شرح لنا كيف نفهم الرحمة من خلال مثل السامري الصالح فاللاوي والكاهن تركا الرجل ما بين الموت والحياة ولكن لربما كات لهما أسبابهما أو خافا من أن يتعرضا للسرقة والضرب أيضاً ولكن يسوع لم يذكر لنا التفاصيل بل قال فقط ما قاما به. المهم هنا أن السامري أظهر الرحمة علانية.
أما عن قساة القلوب فقال الكاردينال أن المشكلة تخلق في قلب الإنسان كما تظهره الحياة الارضية ليسوع ففيه ظهرت الرحمة على الأرض. هنا أضاف الكاردينال أن السبب الرئيسي لقسوة القلب هي تبرير النفس لأن تبرير النفس هو بداية كل قسوة قلب.