كنا قد نشرنا يوم أمس الخميس مقابلة أجرتها وكالة زينيت (القسم الإنكليزي) مع فلودزيميرز ريدزيوك وهو صحافي بولندي عمل لأكثر من 30 عامًا لدى الصحيفة الفاتيكانية لوسيرفاتوري رومانو وقد ذكرنا مدى تأثّر بندكتس السادس عشر بيوحنا بولس الثاني. وأما اليوم، فسنتابع مع الصحافي الذي عاصر البابا القديس وسيخبرنا عن الكتاب الذي نشره ويضمّ قصصًا عن البابا القديس بحسب ما رواها المقرّبون والأصدقاء.
تابع ريدزيوك ليقول: “بفضل الشهادات التي أدلاها أصدقاء ومعاونو البابا أصبح من الممكن فهم شخصه. بادىء ذي بدء، كان البابا يتحلّى بدفء إنساني كبير وكان ذلك يترافق مع قدرته الاستثنائية بالإصغاء إلى الآخرين وفهمهم. إنّ اللقاء مع البابا كان دائمًا يترك أثرًا في الأشخاص حتى في نفوس غير المؤمنين.
بالنسبة إلى فويتيلا، الإفخارستيا والصلاة هما أساس حياته. إنها علاقة سريّة مع الله الذي كان بالنسبة إليه مصدر إيمان وقوّة كبيرين. لقد أخبرني البابا الفخري بندكتس السادس عشر “بلغة البابا يوحنا بولس الثاني يمكننا أن نفهم التزامه الرعوي الذي لم يعرف الكلل يومًا وذلك بسبب تعلّقه الكبير بالله. لقد وهب ذاته كليًا حتى إننا نعجز عن تفسير ذلك. لقد قام بالعديد من الزيارات الرسولية (146 زيارة داخل إيطاليا و104 زيارة إلى خارجها، زار 129 بلدًا: 822 يومًا على الطريق (أي 8.65% من حبريته). ترأّس 147 احتفال تطويب وطوّب 1338 خادمًا لله وأعلن 482 قديسًا في 51 احتفال تقديس. كتب 14 منشورًا و15 براءة بابوية، 11 دستورًا و45 إرشادًا رسوليًا وإليها أُضيف الرسائل السنوية في اليوم العالمي للسلام واليوم العالمي للمريض والأيام العالمية للشبيبة واليوم العالمي للتواصل الإجتماعي.
في هذه السنوات السابعة والعشرين، غيّر البابا يوحنا بولس الثاني العالم: ولم يقم بذلك بفضل الاستراتيجيات السياسية اللامعة بل لأنه كان قادرًا على تغيير قلوب البشر (التغييرات الحقيقية والأخيرة لا يمكن أن تتحقق إن لم تولد في قلوب الناس). هذا التغيير كان ممكنًا لأنّ الناس شعروا بأنهم محبوبون من هذا الإنسان الذي اختاره الروح القدس كنائب المسيح على الأرض. لمس البابا يوحنا بولس الثاني عقول وقلوب الملايين من الأشخاص.
هل يمكنك أن تتحدّث عن الصلاة في قلب يوحنا بولس الثاني؟
أُتيحت لي الفرصة أن أشارك في القداسات الإلهية في كنيسته الخاصة في القصر الرسولي. إنّ فرصة رؤية البابا يوحنا بولس الثاني يصلي ويحتفل بالقداس الإلهي كانت تجربة فريدة. إنّ القاعدة الأولى في القصر الرسولي كانت تقضي بعدم إزعاج البابا في أثناء الصلاة، فكل الأمور الأخرى يمكن أن تنتظر. كنتُ كلّما أراه يضع رأسه بين يديه أو عندما ينظر إلى الله، كنت أشعر بأنه يتحدّث مع الرب. وقد كتب الصحافي دومينيكو ديل ريو أنّه عندما كان فويتيلا يصلّي “كان يوكل نفسه إلى عناية الله” ويخبره كل شيء. أظنّ أنّ البابا يوحنا بولس الثاني علّمنا أن نصلّي وهذا هو أفضل استحقاق كسبه كبابا.