بعدَ أَنّ أَشبَعَ يسوعُ الخَمسَة آلافِ رَجُل، رآهُ التَّلاميذُ ماشِياً على البَحر. وفي اليومِ الثاني ، رأَى الجَمعُ الَّذي باتَ على الشَّاطِئِ الآخَر، أَن لم يَكُنْ هُناكَ إِلاَّ سَفينةٌ واحِدة، وأَنَّ يسوعَ لم يصعَد إليها معَ تَلاميذِه، بل ذهَبَ التَّلاميذُ وَحدَهُم؛
على أَنَّ بَعضَ السُّفُنِ وصَلَت مِن طَبَرِيَّة إِلى مكانٍ قَريبٍ مِنَ المَوضِعِ الَّذي أَكلوا فيه الخُبز، بعد أَن شَكَرَ الرَّبّ.
فلَمَّا رأَى الجَمعُ أَنَّ يسوعَ لَيسَ هُناك، ولا تَلاميذَه، رَكِبوا السُّفُنَ وساروا إِلى كَفَرناحوم يَطلُبونَ يسوع.
فلَمَّا وَجَدوه على الشَّاطِئِ الآخَر قالوا له: «رَاِّبي، متى وَصَلتَ إِلى هُنا؟»
فأَجابَهم يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَنتُم تَطلُبونَني، لا لِأَنَّكم رَأَيتُمُ الآيات: بلِ لِأَنَّكم أَكَلتُمُ الخُبزَ وشَبِعتُم.
لا تَعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَفْنى بلِ اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى فَيَصيرُ حَياةً أَبَدِيَّة ذاكَ الَّذي يُعطيكموهُ ابنُ الإِنسان فهوَ الَّذي ثبَّتَه الآبُ اللهُ نَفْسُه، بِخَتْمِه».
قالوا له: «ماذا نَعمَلُ لِنَقومَ بِأَعمالِ الله؟».
فأَجابَهُم يسوع: «عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل».
*
“الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَنتُم تَطلُبونَني، لا لِأَنَّكم رَأَيتُمُ الآيات: بلِ لِأَنَّكم أَكَلتُمُ الخُبزَ وشَبِعتُم”. يقوم يسوع بتمييز كبير، ضروري لنضج الإيمان. تحويل الإيمان إلى وسيلة سهلة لتعبئة البطن، لإشباع الحاجات أو لتحقيق الأماني هو محاولة لإخضاع الله لمشاريعنا البشرية البحتة. هذا الأمر يجعلنا نفقد معنى العجائب التي يحققها الله في حياتنا، عجائب يصر إنجيل يوحنا أن يسميها “الآيات” (أو حرفيًا “العلامات”: semeia). ما المقصد بـ “العلامات”؟ العلامة تشير إلى ما هو أهم منها، إلى رسالة تحملها العلامة. وآيات يسوع هي علامات تشير إلى حب الله العظيم للبشر، إلى هبة ذات الرب لنا حتى الموت على الصليب. يشرح لنا يسوع أن “عمل الله” هو أن نرى في العلامات هذا الحب الإلهي وأن نكرس حياتنا له بالكامل.
Pixabay CC0
علامات الله #كلمةالحياة
بعدَ أَنّ أَشبَعَ يسوعُ الخَمسَة آلافِ رَجُل، رآهُ التَّلاميذُ ماشِياً على البَحر. وفي اليومِ الثاني ، رأَى الجَمعُ الَّذي باتَ على الشَّاطِئِ الآخَر، أَن لم يَكُنْ هُناكَ إِلاَّ سَفينةٌ واحِدة، وأَنَّ يسوعَ لم يصعَد إليها معَ تَلاميذِه، بل ذهَبَ التَّلاميذُ وَحدَهُم؛ على […]