Robert Cheaib - theologhia.com

هاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي ، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِناً (يوحنا ٢٠: ٢٧)

بالأمس توما الرسول  ، واليوم أنا ، وكل واحدٍ منّا ، نبحث عن يسوع …  نبحثُ عَنهُ في الوقتِ  الذي نحن بحاجةٍ إليه ، نبحثُ عَنهُ اثناء المرض والشدائد ، اثناء الصعوبات والفشل والخوف .              لذلكَ […]

Share this Entry

بالأمس توما الرسول  ، واليوم أنا ، وكل واحدٍ منّا ، نبحث عن يسوع …  نبحثُ عَنهُ في الوقتِ  الذي نحن بحاجةٍ إليه ، نبحثُ عَنهُ اثناء المرض والشدائد ، اثناء الصعوبات والفشل والخوف .              لذلكَ  قال َ الرب يسوع لتوما ، واليوم يقول ُ لي : كنت تبحث عنّي عندما لم أكن هنا، فاستفد من وجودي الآن في القربان المُقدَس . إنّي أعرف رغبتك رغم صمتك وسكوتك . قبل أن تقوله لي ، أعرف ماذا تريد وما تفكّر فيه . سمعتك تتكلّم وتتأمل ، ورغم إنّك لم تكن تراني ، كنت بجانبك ، بقرب شكوكِك وعدم إيمانك ؛ بدون أن أكشف نفسي لك َ ، جعلتك تنتظرني ، لأشاهد صبرك أكثر وقوة إيمانِك َ. ” هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا”.                                                                                          لمسه توما ، وانهار كلّ  خوفه وشكّهِ وارتيابه ؛ فامتلأ بالإيمان الصادق وبكلّ الحبّ الذي يستحقّه الله منّا، فصرخ بقوّة : ” ربّي وإلهي ! “. فقال له الربّ يسوع : ” آمَنْتَ لِأَنَّكَ  رَأَيتَني ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا ” ( يوحنا ٢٠ : ٢٩ ) .                                                          احمل ، يا توما ، احمل ايها المسيحي المؤمن بُشرى قيامة المسيح للذين لم يرونه . اجعل كلّ الأرض تؤمن ليس بما ترى ، بل بكلمته ولاهوتهٍ . إذهب ايها المسيحي  إلى كُلِّ الشعوب والأمم ، إلى  المدن النائية والوثنيّة والملحدة ، علّمهم حمل الصليب على الأكتاف عوضًا عن السلاح . لا تعمل شيئًا آخر سوى البشارة به وبتعاليمه ووصاياه وبالذي أرسله الله الآب : فيؤمنون به ويعبدونه بالروحِ والحق . لا تتركهم  يطلبون أدلّة أخرى . بل قل لهم إنّهم مدعوّون بالنعمة إلى الإيمان ، وراقب أنت إيمانهم وشجعهم على الإيمان به : ” فطوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا ! “.

هذا هو الشعب الذي يقوده الربّ ؛ الرسُل في الماضي  ونحن في الحاضر ،  أطفال جرن المعموديّة الواحدة  ، وأعمال النعمة وحصاد الروح . تبعنا الرّب يسوع المسيح  وسرنا معهُ بدون أن نراه ، وبحثنا عنه وآمنّا به . تعرّفنا عليه بأعين الإيمان والرجاء والمحبة ، وليس بالجسد بل بالروح  ، ” الله روحٌ ، والذين يسجدون له فبالروح والحق يسجدون له ” . لم نضع أيادينا في مكان المسامير ، بل تمسّكنا بصليبه المُحيّ وعانقنا عذاباته والآمه وموته وقيامته . لم نرى  جنبه المطعون بالحربة ، لكن رأيناه بعيون النعمة والرجاء ، فأصبحنا أعضاء في جسده الحيّ واتّخذنا من كلامه وتعاليمه سبيلنا وطريقنا ،  لإنه : “هو الطريق والحق والحياة  “،  وبدونه لا نستطيع أن نفعل شيئاً : ” طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا ! “.

 

Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير