Pope Francis holding a child

Pope Francis holding a child

"عزيزي البابا فرنسيس: أتحبّ يسوع؟"

قراءة الأب سبادارو للكتاب الجديد ولحبريّة البابا

Share this Entry

كنّا قد بدأنا في مقال سابق بالاطّلاع على كتاب جديد للأب اليسوعي أنطونيو سبادارو، محوره أسئلة طرحها الأولاد على الحبر الأعظم. وسنتابع في هذا المقال ما قاله سبادارو عن الكتاب وعن حبريّة البابا، بحسب مقابلة أجراها الأب شون سالاي اليسوعي مع الأب سبادارو، أدّت إلى إعداده المقال الذي نشره موقع americamagazine.org الإلكتروني.

لدى سؤال الأب سبادارو عن الآمال التي يتوقّع أن يتمسّك بها القرّاء، قال إنّ أجوبة البابا ليست قابلة للقياس، بما أنّها أشبه بحوار حقيقي بينه وبين الأولاد. إلّا أنّ الرسالة الوحيدة التي يمكن أن نجدها في الكتاب كلّه هو الرحمة، مشيراً إلى سؤال لوكا (من أستراليا) الذي فقد أمّه قبل أشهر من إرسال سؤاله للبابا: “أمّي في السماء، فهل سينبت لها جانحا ملاك؟” أمّا جواب البابا المذهل فقد أتى على هذا الشكل: “لا، لا، لا، إنّ أمّك في السماء جميلة وخلّابة يحيط بها النور. لم ينبت لها جانحا ملاك. ما زالت أمّك التي تعرفها، لكنّها مشرقة أكثر من قبل، وهي تسهر عليك وتبتسم لك لأنك ابنها. إنّ أمّك تسرّ عندما تراك تتصرّف كما يجب. وإن لم تحسن التصرّف ستبقى تحبّك وستطلب من يسوع أن يساعدك لتصبح أفضل”.

من ناحية أخرى، وبصفة الأب سبادارو كاهناً يسوعيّاً، سُئل أين يرى “يسوعيّة” الأب الأقدس في الكتاب. فأجاب أنّ القديس أغسطينوس يطلب إلى اليسوعيين تعليم الصغار الدين وتبشيرهم بالإنجيل. وككلّ الآباء اليسوعيين، يأخذ البابا فرنسيس هذا العهد على محمل الجدّ، وقد رأى في الكتاب طريقة لإنجاز هذا العهد الذي قطعه على نفسه منذ سنوات.

أمّا عن آمال الأب سبادارو بشأن مستقبل حبريّة البابا فرنسيس – خاصّة وأنّه يعمل معه عن كثب ويزوره مرّتين في الشهر للتحقّق من المقالات التي يجب نشرها عنه في مجلّته –  فهو يرى أنّ الحبر الأعظم “ثوريّ” لأنّ الإنجيل ثوريّ. ومع أنّ البابا لا يرغب في أن يكون شخصاً ثورياً، فهو يودّ أن يضع المسيح في وسط الكنيسة للسماح له بتغيير قلوبنا. وتوقّع الكاهن في المستقبل رؤية كنيسة مستعدّة لتلقّي رسالة الرحمة هذه، سيّما وأنّ البابا فرنسيس يسعى لإقامة علاقات جدية مع كلّ من يلتقيهم خلال أسفاره، بما أنّه رجل يرغب في نشر الإنجيل، ولا يهتمّ للشكليّات والرسميّات. إنّه أب صريح وواضح.

وفي نهاية المقابلة مع الأب أنطونيو سبادارو اليسوعيّ، أشار الأخير إلى أنّ أسئلة الأولاد في الكتاب بغاية العمق، وهي تتطرّق إلى مواضيع مختلفة، تتراوح بين الحروب والبيئة لتصل إلى جميع تحديات المجتمع. حتّى أنهم سألوا البابا ماذا كان يفعل قبل تولّيه سدّة الرئاسة البطرسية، بدون أن ننسى أسئلتهم المتعلّقة بالشرّ والخطيئة، واهتمامهم بالحياة بعد الموت. وتجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس التقى لاحقاً، بعد العمل على الكتاب، الأولاد في الفاتيكان، وتحديداً في القاعة المخصّصة للرؤساء، فغنّوا له وطرحوا عليه المزيد من الأسئلة واتّخذوا الصور معه.

أمّا الرسالة الأهمّ التي نقتصّها نحن من الكتاب فتبقى أنّ الله ليس معقّداً، وهذا أساس الكتاب! “أيها البابا فرنسيس، أتحبّ يسوع؟” وكان الجواب: “لا أدري، لكن ما أعرفه حقاً هو أنّه هو يحبّني”!!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير