Holy Bible open on Altar

Robert Cheaib - theologhia.com

وأَنتُم شُهودٌ على هذه الأُمور كلّها

بعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات ، ظهر لرسُله وألقى عليهم التحيّة قائلاً :  ” السَّلامُ علَيكُم !  سلامي أعطيكم ، سلامي أمنحُكُم  ” ( لو ٢٤ :  ٣٦ ) . إنّه السلام  الحقيقي ،  سلام الفرح الصافي والمحبّة الكاملة ، […]

Share this Entry

بعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات ، ظهر لرسُله وألقى عليهم التحيّة قائلاً :  ” السَّلامُ علَيكُم !  سلامي أعطيكم ، سلامي أمنحُكُم  ” ( لو ٢٤ :  ٣٦ ) . إنّه السلام  الحقيقي ،  سلام الفرح الصافي والمحبّة الكاملة ، سلام ينفي الخوف والشك والرعب . هذه التّحيّة بحدّ ذاتها تحمل في طيّاتها معنى السلام الكامل .                                                                      ماذا يمكننا أن نرجو ونطلب أكثر من ذلك ؟ لقد تلقّى الإنسان تحيّة السلام  فجر يوم القيامة ، عند بزوغ شمس الحياة الجديدة ، لإنّ الرّب يسوع المسيح هو سلامنا وحياتنا الجديدة ، حياة القداسة والنعمة والبرّ والحقّ  والمصالحة .                                                          أجل ، إنّه سلامنا ، هو الذي أصيب بجروح من أجلنا وسُمِّر على الصليب لخلاصنا ، ثمّ وُضِع في القبر ليدفن حياتنا الملطٰخة بخطايانا …  لكنّه قام من القبر وشُفِيت جراحه ، إنّما لا يزال إلى اليوم يحمل آثارها .                                                                                 كان من المفيد لرُسُله ، ولنا نحن ايضاً ، أن تبقى تلك الآثار لكي تشفى جراح قلوبهم وقلوبنا . أيّة جراح ؟ جراح ضعف إيمانهم وشكوكهم وخوفهم . عندما ظهر أمام أعينهم بجسد حقيقي :   ” أَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً ” (لو  ٢٤ : ٣٧ ).
لكن ماذا قال الربّ يسوع لهم  ؟  : ” ما بالُكم مُضطَرِبين ، ولِمَ ثارَتِ الشُّكوكُ  في قُلوبِكم ؟ ”        خير للإنسان  أن لا تطغى أفكاره على قلبه ، بل أن يرتفع قلبه إلى العُلى كما يقول القديس بولس الرسول  : ” فأَمَّا وقد قُمتُم مع المسيح ، فاسعَوا إلى الأُمورِ الَّتي في العُلى حَيثُ المسيحُ قد جَلَسَ  عن يَمينِ الله . إرغَبوا في الأُمورِ الَّتي في العُلى، لا في الأُمورِ الَّتي في الأَرض ، لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله . فإِذا ظَهَرَ المسيحُ الَّذي هو حَياتُكم ، تَظَهَرونَ أَنتُم أَيضًا عِندَئِذٍ معَه في المَجْد . ” ( قولسي ٣ : ١ – ٤ ).                                               وما هو هذا المجد ؟ إنّه مجد القيامة …
أمّا نحن ، فإنّنا نؤمن بكلام رُسُله دون أن نرى جسد المخلّص القائم من الموت . لكن في ذلك الوقت ، بدا هذا الحدث مستحيلاً . لكنّ المخلِّص ساعدهم  على الإيمان به ، ليس بالرؤية فقط بل باللمس أيضًا ، ليحلّ الإيمان في قلوبهم عبر الأحاسيس وليبشّروا به في العالم أجمع إلى أولئك الذين لم يروا ولم يلمسوا، لكنّهم يؤمنون به وبتعاليمه ووصاياه من دون تردّد ( يوحنا ٢٠ :  ٢٩ ).

Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير