وأُقيمَ في أُورَشَليمَ عيدُ التَّجديد، و ذلكَ في الشِّتاء.
وكانَ يسوعُ يَتَمَشَّى في الهَيكَلِ تَحتَ رِواقِ سُلَيمان.
فالتَفَّ علَيه اليَهودُ وقالوا له: «حَتَّامَ تُدخِلُ الحَيرَةَ في نُفوسِنا؟ إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْ لَنا صَراحَةً».
أَجابَهم يسوع: «قُلتُه لَكُم ولكنَّكُم لا تُؤمِنون. إِنَّ الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها بِاسمِ أَبي هي تَشهَدُ لي.
ولكِنَّكُم لا تُؤمِنون لأَنَّكُم لستُم مِن خِرافي.
إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني
وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة فلا تَهلِكُ أَبدًا ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي.
إِنَّ أَبي الَّذي وَهَبَها لي أَعظمُ مِن كُلِّ مَوجود. ما مِن أَحَدٍ يستطيعُ أَن يَختَطِفَ مِن يَدِ الآبِ شَيئًا.
أَنا والآبُ واحِد».
*
“أريد أن أؤمن، ولكن على ما يبدو لم يهبني الله عطية الإيمان. أليس الإيمان هبة من الله في نهاية المطاف؟”. أسمع كثيرًا هذه الكلمات على لسان العديد من الأشخاص الذين يعللون بذلك عدم إيمانهم وعدم التزامهم الإيماني. ومع كل احترامي لجهاد الأشخاص ومسيرتهم الحميمة في الإيمان وعدم الإيمان، لا يمكنني – بالنظر إلى الكتاب المقدس وإلى اللاهوت – ألا أعبّر عن رفضي لهذا المفهوم. فما يتأتى منه هو أن الإيمان هبة يعطيها الله للبعض ويحرم الآخرين منها. الكتاب المقدس يقدم لنا مفهومًا مختلفًا: الإيمان للجميع لأن الله يهب نفسه للجميع. يذكر بولس الرسول تلميذه تيموثاوس بأن: “الله يريد أن يخلص الجميع وأن يصلوا إلى معرفة الحقيقة”. العائق في مفهوم “الإيمان هو هبة من الله” (وهو تعبير صحيح)، هو أن نظن أن الإيمان هو “هبة من الله يجب أن نقف مكتوفي الأيدي أمامها”. هبة لا يعني أنه يتطلب منا القبول الخامل والنائم. الهبة تطلب من الجهد، جهد القبول، جهد الانفتاح، “جهاد” الحب. تمامًا مثل أرض تتقبل بذرة صالحة: البذرة هي هبة مطلقة، ولكن الأرض تقبلها، تحميها، تهبها الأرضية لكي تعطي ثمرًا. الإيمان هبة من الله، ولكن جواب الإيمان هو دور الإنسان. هذا هو التناغم الرائع بين النعمة والأعمال الذي يعلمه الكتاب المقدس والذي تحمل رايتَه كنيستُنا.
