“هل أنتم واثقون بأنّ رحمة الله ستنتصر؟” هذا سؤال طُرح على أشخاص جُمعت أجوبتهم في كتاب قدّمه الكاردينال فيليب بارباران، رئيس أساقفة ليون (فرنسا) بعنوان: “هل ستنتصر رحمة الله؟” إنها دعوة موجّهة إلى كلّ معمّد حتى يسأل نفسه هذا السؤال في أثناء هذا اليوبيل.
تمحورت كل مؤتمرات فورفيير في زمن الصوم لهذه السنة 2016 على اليوبيل الكبير للرحمة وقد شملت: العلاقة بين العدل والرحمة بحسب ما فسّرها قاضٍ، الرحمة في التقليد الشرقي من كتابة كاهن أرثوذكسي وأخيرًا قصة اهتداء فتاة من ليون تُدعى بولين جاريكو التي كرّست حياتها للرب بعمر 17 عامًا وقد لمست رحمة الرب وقادت إلى القيام بأعمال روحية واجتماعية عظيمة.
وأما الاجتماعات الأخرى فتمحورت حول الخبرات لأنّ الرحمة هي كلمة تنتشر بشكل أكبر من خلال الوقائع والالتزامات الملموسة أكثر من الخطابات. من هنا، أدلت فرانكو بشهادتها وهي جماعة في فرنسا تحارب ضد الإدمان على المخدرات وتحدّث الشبيبة الذين عرفوا أن يفتحوا أبواب قلوبهم إلى نعمة الرب فأخبروا كيف خرجوا من جحيم المخدرات. في حين أنّ كاهنًا آخر أخبر عن تجربته في مرافقة أشخاص في مراحل حياتهم الأخيرة وعن أهمية إيصال رسالة الرحمة إلى هؤلاء الأشخاص بالذات. ولم تنسَ المؤتمرات والاجتماعات أن تضمّ شهادة من راهبة من راهبات القديس منصور دو بول تخبر عن التزامها بخدمة الفقراء مشيرةً إلى أنهم “أسيادنا في الرحمة” بحسب ما كان يدعوهم القديس منصور دو بول.
من هنا، وبعد هذه السلسلة من المؤتمرات والاجتماعات انطلقت فكرة إنشاء كتاب يضمّ كل هذه الشهادات المؤثّرة والملموسة تحت عنوان” هل ستنتصر رحمة الله؟” بخاصة مع ما يرافق عالمنا من أحداث ومن اضطهاد ديني وخطف وقتل باسم الله وأطفال مشرّدين ويتامى من العراق إلى سوريا حتى مانيلا حيث يعيش أطفال كثيرون بالفقر المدقع.
وختم الكاردينال بارابان تمهيده للكتاب قائلاً: “عسى أن تساهم كل هذه الكلمات المكتوبة في هذا الكتاب بتثبيت السلام في قلوبنا… هاتفين مع الملاك الذي قال للرعاة: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر”.