Flag of Egypt

WIKIMEDIA COMMONS

"هوذا ملكك آتٍ إليكِ بارًا ومخلّصًا"

عظة يوم الأحد 24 نيسان 2016

Share this Entry

 “هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إِلَيكِ، بارًّا مُخَلِّصًا وَضيعًا متواضِعاً راكِبًا على حمارٍ وعلى جَحشٍ ابنِ أتان”. (زكريا ٩ : ٩)، (متى ٢١: ٥ ) إفرحي واِبتَهِجي يا بِنتَ صِهْيون”، إفرحي وإبتهجي يا كنيسة الله، “هوذا مَلِكُكَ آتِيًا إِلَيكِ ” ( زكريا ٩ : ٩ ) . تَقَدَّميه، أسرعي لتأمّل مجده . هوذا خلاص العالم: الله يأتي إلى الصليب، ومُشتَهى الأمم، “إهتفي وافرحي يا بنت صهيون فهاءنذا آتي وأسكُنُ في وَسَطِكِ، فَتَنضَمُّ أُمَمٌ كثيرة إليّ في ذلك اليوم وتكونُ لي شعباً” ( حجّاي ٢ : ١٤ – ١٥ ) .

تعالوا نصعد معاً إلى جبل الزيتون ، تعالوا نذهب معاً لملاقاة الرب يسوع . ها هو يعودُ اليوم من بيت عنيا ، يتقدّم بملء إرادته نحو الآمه المقدّسة ، كي يحقق سر خلاصنا وفدائنا. يأتي المسيح متجهاً نحو اورشليم، هو الذي جاء من السماء من أجلنا ، عندما كنّا نرقد في الأسفل بظلام خطايانا .

جاء لكي يرفعنا معه، كما جاء في الكتاب المقدّس: ” فوق كلِّ  رئاسة وسُلطان وقوّةٍ وسيادة، فوق كلِّ اسمٍ يُسمى به مخلوق، لا في هذا الدّهر وحدَه، بل في الّدهر الآتي أيضاً ، وجعلَ  كُلَّ شيءٍ تحت قدميه ووهبَه لنا فوقَ  كُلِ شيءٍ رأساً للكنيسة ، وهي جسدُه وملءُ ذاك الذي يمتلىءُ تماماً بجميع الناس  ” ( أفسس ١ : ٢١ – ٢٣ ) . يأتي المسيح بدون افتخار وعظمةٍ . لأنه كما قال النبي أشعيا ” لا يصيحُ ولا يرفع صوته ولا يسمِعُ صوت في الشوارع ” ( أشعيا ٤٢ : ٢ ) ، سيكون لطيفاً ومتواضعاً ، وسيكون دخوله بتواضع وبساطه …

هيّا بنا نسير معه بسرعة ، لأنه هو الذي أسرع بإتجاه الآمه وعذاباته : فلنتشبّه باولئك الذين سارو أمامه . ليس لنلقي على طريقه سعف النخل وأغصان الزيتون والثياب ، كما فعلوا . بل علينا أن ننحني أمامه ، من خلال تواضع القلب واستقامة الروح ونقاوة الضمير ، بغية استقبال الكلمة الآتي إلى العالم ( يوحنا ١ : ٩ ) ، كي يجد الله مكاناً له فينا ، هو الذي لا يسعه ويحتويه اي مكان . فهو يفرح يإظهار ذاته لنا ، هو اللطيف الذي ” ارتفع على السموات ” ( مزمور ٥٧ : ١٢ ) ، اي ارتفع على حالتنا المنحطّة .

جاء ليصبح صديقنا ، وليرفعنا وليعيدنا إليه من خلال الكلمة التي توحّدنا بالله . النور آتٍ ،  فلنصرخ مع الشعب : ” هوشعنا لابن داود . مباركٌ  الآتي باسم الربّ  ” .  فقَد ظَهَرَ الربّ الإله لِلمُقِيمينَ  في الظُّلمَةِ  وَظِلالِ  المَوت ( لوقا ١ : ٧٩ ) . ظَهَرَ ، قيامةً للساقطين ، وتحريرًا للأسرى ، ونورًا للعميان ، وتعزيةً للحزانى، وراحةً للضعفاء ،  ونبعًا للعطشى ، ومنتقِمًا للمضطَهَدين ، وفداءً للمفقودين ، ووَحدةً للمنقسمين ، وطبيبًا للمرضى وخلاصاً للتائهين

أمس ، أقام يسوعُ لعازرَ من بين الأموات ، واليوم ، يتقدّم نحو الموت . أمس ، حلّ  لعازرَ من اللفائف التي كانت تربطه ، واليوم ، يمدّ يديه للّذين يريدون أن يمسكوه . أمس ، أخرج ذلك الرجل من الظلمة ، واليوم ، يغوص في الظلمات وظلال الموت، من أجل فداء وخلاص البشريّة .

واليوم الكنيسة في عيد . لإنها تبدأ الاحتفال بعيد الأعياد ، ولأنّها تستقبل ملكها كعروس ، لأنّ ملكها في وسطها ولا يتركها ولا يتخلى عنها أبداً .

 تعالَ ايُها الرّبُّ يسوع .( رؤيا القديس يوحنا ٢٢ : ٢٠ ) . ” تباركَ الآتي باسمِ الرب ! هوشعنا في الأعالي ! ” ( متى ٢١ : ٩ )

Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير