“هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إِلَيكِ، بارًّا مُخَلِّصًا وَضيعًا متواضِعاً راكِبًا على حمارٍ وعلى جَحشٍ ابنِ أتان”. (زكريا ٩ : ٩)، (متى ٢١: ٥ ) إفرحي واِبتَهِجي يا بِنتَ صِهْيون”، إفرحي وإبتهجي يا كنيسة الله، “هوذا مَلِكُكَ آتِيًا إِلَيكِ ” ( زكريا ٩ : ٩ ) . تَقَدَّميه، أسرعي لتأمّل مجده . هوذا خلاص العالم: الله يأتي إلى الصليب، ومُشتَهى الأمم، “إهتفي وافرحي يا بنت صهيون فهاءنذا آتي وأسكُنُ في وَسَطِكِ، فَتَنضَمُّ أُمَمٌ كثيرة إليّ في ذلك اليوم وتكونُ لي شعباً” ( حجّاي ٢ : ١٤ – ١٥ ) .
تعالوا نصعد معاً إلى جبل الزيتون ، تعالوا نذهب معاً لملاقاة الرب يسوع . ها هو يعودُ اليوم من بيت عنيا ، يتقدّم بملء إرادته نحو الآمه المقدّسة ، كي يحقق سر خلاصنا وفدائنا. يأتي المسيح متجهاً نحو اورشليم، هو الذي جاء من السماء من أجلنا ، عندما كنّا نرقد في الأسفل بظلام خطايانا .
جاء لكي يرفعنا معه، كما جاء في الكتاب المقدّس: ” فوق كلِّ رئاسة وسُلطان وقوّةٍ وسيادة، فوق كلِّ اسمٍ يُسمى به مخلوق، لا في هذا الدّهر وحدَه، بل في الّدهر الآتي أيضاً ، وجعلَ كُلَّ شيءٍ تحت قدميه ووهبَه لنا فوقَ كُلِ شيءٍ رأساً للكنيسة ، وهي جسدُه وملءُ ذاك الذي يمتلىءُ تماماً بجميع الناس ” ( أفسس ١ : ٢١ – ٢٣ ) . يأتي المسيح بدون افتخار وعظمةٍ . لأنه كما قال النبي أشعيا ” لا يصيحُ ولا يرفع صوته ولا يسمِعُ صوت في الشوارع ” ( أشعيا ٤٢ : ٢ ) ، سيكون لطيفاً ومتواضعاً ، وسيكون دخوله بتواضع وبساطه …
هيّا بنا نسير معه بسرعة ، لأنه هو الذي أسرع بإتجاه الآمه وعذاباته : فلنتشبّه باولئك الذين سارو أمامه . ليس لنلقي على طريقه سعف النخل وأغصان الزيتون والثياب ، كما فعلوا . بل علينا أن ننحني أمامه ، من خلال تواضع القلب واستقامة الروح ونقاوة الضمير ، بغية استقبال الكلمة الآتي إلى العالم ( يوحنا ١ : ٩ ) ، كي يجد الله مكاناً له فينا ، هو الذي لا يسعه ويحتويه اي مكان . فهو يفرح يإظهار ذاته لنا ، هو اللطيف الذي ” ارتفع على السموات ” ( مزمور ٥٧ : ١٢ ) ، اي ارتفع على حالتنا المنحطّة .
جاء ليصبح صديقنا ، وليرفعنا وليعيدنا إليه من خلال الكلمة التي توحّدنا بالله . النور آتٍ ، فلنصرخ مع الشعب : ” هوشعنا لابن داود . مباركٌ الآتي باسم الربّ ” . فقَد ظَهَرَ الربّ الإله لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ المَوت ( لوقا ١ : ٧٩ ) . ظَهَرَ ، قيامةً للساقطين ، وتحريرًا للأسرى ، ونورًا للعميان ، وتعزيةً للحزانى، وراحةً للضعفاء ، ونبعًا للعطشى ، ومنتقِمًا للمضطَهَدين ، وفداءً للمفقودين ، ووَحدةً للمنقسمين ، وطبيبًا للمرضى وخلاصاً للتائهين
أمس ، أقام يسوعُ لعازرَ من بين الأموات ، واليوم ، يتقدّم نحو الموت . أمس ، حلّ لعازرَ من اللفائف التي كانت تربطه ، واليوم ، يمدّ يديه للّذين يريدون أن يمسكوه . أمس ، أخرج ذلك الرجل من الظلمة ، واليوم ، يغوص في الظلمات وظلال الموت، من أجل فداء وخلاص البشريّة .
واليوم الكنيسة في عيد . لإنها تبدأ الاحتفال بعيد الأعياد ، ولأنّها تستقبل ملكها كعروس ، لأنّ ملكها في وسطها ولا يتركها ولا يتخلى عنها أبداً .
تعالَ ايُها الرّبُّ يسوع .( رؤيا القديس يوحنا ٢٢ : ٢٠ ) . ” تباركَ الآتي باسمِ الرب ! هوشعنا في الأعالي ! ” ( متى ٢١ : ٩ )