“عندما استقال البابا بندكتس السادس عشر من منصبه كحبر أعظم منذ ثلاث سنوات، أضفى إلى البابوية بُعداً جديداً”. بهذه الجملة، اختصر رئيس الأساقفة وسكرتير بندكتس الخاص جورج غانسوين رؤيته لحبرية سلف البابا فرنسيس، بتاريخ 20 أيار خلال عرض لكتاب “خلف أزمة الكنيسة” للأب روبرتو ريغولي. وبحسب مقال أعدّه أندريا غالياردوتشي ونشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، يهدف الكتاب المذكور إلى أن يكون أوّل تقييم لحبريّة بندكتس مبنيّ على الوقائع التاريخية.
بالنسبة إلى غانسوين، إنّ استقالة بندكتس السادس عشر في شباط 2013 طبعت بداية إضافة جديدة إلى الكنيسة الكاثوليكية: البابا إمريتوس، خاصّة وأنّ بندكتس استعمل في خطاب استقالته تعبير “خدمة بطرس الكهنوتية”، أي إنّه ترك العرش البابوي بدون أن يتخلّى عن الخدمة الكهنوتية. من هنا، يتصرّف بندكتس الآن ببُعد سينودسي يتعلّق بكليّات التعليم، لذا يُقال – منذ انتخاب البابا فرنسيس – إنّه ليس هناك بابوان، بل خدمة كهنوتية موسّعة مع عضو فعّال وآخر تأمّلي. ولهذا السبب، لم يتخلَّ بندكتس عن اسمه البابوي أو عن ردائه الأبيض، كما وأنّ التسمية المناسبة له هي “قداستك”، والتي بدورها تشكّل سبب عدم اعتزاله في دير معزول، بل بقاءه ضمن جدران الفاتيكان، بما أنّه تنحّى لصالح خلَفه ولأجل خطوة جديدة في تاريخ البابوية، محدثاً التغيير العميق في البابوية.
من ناحية أخرى، رفض رئيس الأساقفة غانسوين مقولة استقالة بندكتس السادس عشر بسبب الفضائح الجنسيّة الخاصة بـ”السنة السوداء” عام 2010، مؤكّداً أنّ هناك أسباباً شخصيّة لاعتبار البابا عام 2010 “سنة سوداء”، إثر موت إحدى السيّدات العلمانيّات المتكرّسات في الأسرة البابوية لدى تعرّضها لصدمة من سيّارة، وخيانة باولو غابرييلي خادم البابا لتسريبه معلومات سرّية عن البابوية. ثمّ شدّد غانسوين على أنّ تلك الأحداث لم تؤدّ إلى استقالة بندكتس، بل إنّ الأخير بنى قراره على تقدّمه في السنّ، وعلى وهنه الذي يمنعه من تأدية المهام الموكلة إليه. “ما من خائن أو صحافي قد يدفع بالبابا إلى تقديم استقالته. تلك الفضيحة كانت صغيرة جداً مقارنة بالخطوة التاريخية الموزونة التي اتّخذها بندكتس لدى استقالته”.