كنّا عرضنا عليكم يوم أمس مقالة عن قصّة الكاهن العراقي الأب دوغلاس البازي الذي اختطفته مجموعة إرهابية قامت بتهديده وتعذيبه واليوم نتابع مع القسم الثاني من هذه الشهادة المؤثّرة وفيها يتابع الأب البازي ليقول: “الغريب في الأمر أنّه في الأوقات التي لم يهدّدوني فيها كانوا يعاملوني كأب روحي ويشرعون يخبرون عن مشاكلهم الشخصية ويسألون المشورة”. في النهار، كانوا يطلقون عليه اسم “الأب” وفي الليل اسم “الخائن”. في الصباح كانوا يعتذرون منه على الإساءة إليه مدّعين أنّ على جسمه أن يظهر علامات التعذيب وإلاّ فسيعاقبهم رئيسهم”.
وذكّر: “إنّ واحدًا منهم كان يخبرني عن مشاكله مع زوجته وسأل أن أنصحه ليعيد بناء حياته الزوجية. قلت له بإنه عليه أن يحبّ زوجته وأن يحترمها وأن يكون متسامحًا معها. وأما رجل آخر فقال لي: “اليوم سيأتي شخص منا حتى يستجوبك فاحرص أن تصرخ عندما أضربك وإلاّ فسيطلب مني أن أضربك بشدة أكثر. وبعد أن غادر الرجل الذي استجوبني بدأ الآخر يصرخ عليّ قائلاً: “لقد قلت لك أن تصرخ عندما أضربك! فلِم لم تقم بذلك؟”
كان يعدّ الأب البازي أيام اعتقاله من خلال وضع علامة على الحائط بالأصفاد. وبصوت خافت قال: “عندما أنظر إلى السلسلة التي كانت تلفّ جسمي أدركت أنها تحوي 10 حلقات ومن خلالها كنتُ أصلّي مسبحتي كل يوم. كانت تمدّني بالأمل والعزاء. لقد كانت واحدة من أعمق الورديات وأكثرها تأثيرًا. واظبت على الصلاة آملاً أن لا تنتهي هذه الصلاة أبدًا. كانت قوّة إيماني هي التي أضاءت مسيرتي الشاقة وساعدتني على البقاء على قيد الحياة بالرغم من أسري”.
ويقول الأب البازي في هذا السياق أنّ الخاطفين كانوا ينفثون غضبًا. قالوا لي ذات ليلة: “لدينا الليل كله حتى نقتلع أسنانك ولديك الكثير منها. وبدأ الضرب. ضربوني بمطرقة على حنكي وكسروا سني الأمامي. هذا وقد ضربوني بالمطرقة على ظهري فكُسرت عظمتان منه وأنا أشعر بألم مبرح وفمي ينزف دمًا”.
- – يتبع –