تابع البابا عصر يوم الخميس في سلسلة من تأمّلاته حول الرحمة عند التوجّه إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى حيث وكما يفعل عادةً يضع باقة من الورود أمام أيقونة العذراء. وفي التأمل الثاني وبعد أن التعليم الذي كان قد وجّهه منذ ساعتين في القديس جان اللاتران، ركّز البابا هذه المرّة على الخطيئة باعتبارها “إناء” الرحمة من خلال التركيز على أنّ حتى لو أنّ هذا الإناء غالبًا ما يكون مثقوبًا إلاّ أنّ “الله لا يتعب من منح الغفران حتى لو رأى بأنّ نعمته تبدو وكأنها لا تتجذّر بقوّة في أرض قلبنا الذي أصبح أرضًا صلبة مملوءة بالأعشاب والحصى فهو يعود من جديد ليزرع رحمته ومغفرته”.
يمكن للخطأة أن يصبحوا هم بأنفسهم من بين ناقلي رحمة الله. “نحن نرى أنه من بين الذين يعملون على مكافحة التبعيات ومن هم متحررون هم الذين يفهمون ويساعدون ويعلمون كيف يطلبون من الآحرين بشكل أفضل. إنّ المعرّف الأفضل هو من يعترف بشكل أفضل. جميع القديسين الكبار كانوا خطأة كبارًا…”
هذا وتحدّث البابا عن قدرة القديسين على عيش حالة الخاطىء من خلال ترك رحمة الله تلمسهم ذاكرً الرسل مثل بولس وبطرس ويوحنا وفرنسيس الأسيزي وإغناطيوس دو لويولا إنما أيضًا الشخصيات المعاصرة مثل خوري بروشيرو من الأرجنتين والكاردينال فان توان في الفاتيكان.
ثم ذكر مقاطع من حياة برنانوس كاهن رعية في بلدة صغيرة مستلهمًا من حياة القديس خوري آرس: “في الأسابيع الأخيرة التي سيسمح فيها الله بمتابعة مسؤوليتي في الرعية… سأحاول أعمل من دون أن أقلق بشأن المستقبل بل سأعمل من أجل الحاضر. يبدو أنّ هذا النوع من العمل يلائمني… ومن ثم أنا لا أنجح إلاّ في الأمور الصغيرة. وإن كان القلق قد جرّبني مرارًا عديدة فينبغي عليّ أن أعترف بانتصاري في الأفراح الصغيرة”.