يوم الأحد 12 حزيران، وخلال الذبيحة الإلهية التي كانت بمثابة آخر نشاط ضمن يوبيل المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، والذي هو بدوره إحدى مبادرات سنة الرحمة الإلهية، شجب البابا فرنسيس العقليّة السائدة والقائلة بإنّ المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة لا يمكنهم أن يكونوا سعداء، كما ويجب أن يبقوا بعيدين عن أنظار المجتمع، بما أنهم يعجزون عن عيش حياة المتعة والتسلية، في عصر أصبح جسم الإنسان هوساً إلى درجة أنه يجب إخفاء كلّ ما هو غير كامل فيه.
وبحسب مقال نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، أضاف الحبر الأعظم أنّه في بعض الحالات، “يُقال لنا إنه من الأفضل أن نحذفها بأقرب وقت ممكن إذ أنها تصبح عبئاً اقتصادياً غير مقبول في الأزمات”، مشيراً إلى أنّ الهدف من ذلك “احتجاز المرضى على جزيرة لئلّا يعيقوا مسيرة السعادة الزائفة”. وقال الأب الأقدس إنّ من يغمضون أعينهم عن المرض والحاجات الخاصة “لا يفهمون معنى الحياة الحقيقي المتعلّق بتقبّل المعاناة، لأنّنا نبلغ السعادة فقط إن كنّا نستطيع أن نحبّ”. وفي مقاربة مميّزة، أشار إلى الزانية التي تمّ إبعادها من قبل المجتمع، فيما يسوع تقبّلها ودافع عنها، متنبّهاً إلى معاناتها وطلبها، ومظهراً حبّ الآب للمهمّشين والمتألّمين.
وبالإضافة إلى المعاناة الجسدية، تطرّق الأب الأقدس أيضاً إلى المعاناة الروحية، التي توصف بأكثر مرض متفشّ في أيامنا هذه، والتي قد تؤدّي إلى فقدان أعظم إمكانية تزوّدنا بها الحياة، ألا وهي الحبّ على الرغم من كلّ شيء. وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ يسوع يفهم معاناتنا لأنه اختبرها بنفسه خلال آلامه، ليصبح هو بذاته الطبيب الذي يشفي بدواء الحبّ.
من ناحية أخرى، شدّد البابا ضمن شرح القراءات على لغز الحياة المسيحية التي تُختصر بالموت والقيامة اللذين تلقّيناهما في العماد، عندما متنا وقمنا مع المسيح عبر الروح القدس. “إنّ هذه الولادة الجديدة تضمّ كلّ وجه من حياتنا، حتّى المرض والمعاناة. وهذه الاختبارات البشرية تجعلنا نتساءل عن معنى الحياة، بما أنّ البعض قد يصبحون مشكّكين إن واجهوها، فيما آخرون يضعون ثقتهم بالعلم والدواء، حتى ولو لم يكونا الجواب دائماً”.
وفي نهاية القدّاس، شكر البابا كلّ من أتوا للمشاركة في يوبيل المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، كما وشكر الأطبّاء والمعالجين الذين تمركزوا في البازيليكات البابوية الأربعة في روما، مُعرباً عن امتنانه للمنظّمين.