Pixabay - CC0 PD

"نحن أيضًا يمكننا أن نموت بسعادة إن أفسحنا المجال لعمل النعمة فينا"

كيارا كوربيلا بيتريلو تضحّي بحياتها من أجل ابنها وتتحدّث عن الصليب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في إطار الاحتفال بيوبيل المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، تحدّث زوج المرحومة كيارا كوربيلا بيتريلو عن إيمانها المشعّ في المراحل الأخيرة من مرض العضال وما لبثت أن توفيت بعد رفضها العلاج الطبي من أجل إنقاذ طفلها الذي لم يولد بعد بحسب ما ذكر موقع الأنباء الكاثوليكية.

وقال: “كانت كيارا جميلة جدًا. كانت مشرقة وسعيدة وتعبّر عن محبتها للجميع. كانت سعيدة بعيش حياة كاملة ورائعة وبأن ترى الجميع يحبّها”.تحدّث إنريكو كوربيلا الذي وقف أمام المذبح مع ابنه فرانشيسكو بعد أربع سنوات على وفاة زوجته ليخاطب الجمع في ساحة القديس بطرس يوم الأحد الفائت لمناسبة يوبيل المرضى.

وسأل: “هل من العدل أن أكون أرملاً؟ هل من العدل أن يفقد فرانشيسكو أمه؟ هل من العدل أن نمرض؟ هل من العدل أن نكون معوّقين؟ هل من العدل أن يموت إبن الإنسان على خشبة الصليب؟ كلا، إنه غير عادل إنما إنه الحب: إنه ظلم رائع”.

في الواقع، توفّيت كيارا كوربيلا في 13 حزيران 2012 عن عمر ناهز 28 عامًا بعد أن اختارت أن ترفض العلاج وأن تحمي عوض ذلك ابنها الموجود في أحشائها بعد أن اكتشفت ورمًا خلال حملها الثالث. تزوّجت بإنريكو في 21 أيلول 2008 بعد أن التقيا في مديغوريه قبل ستة أعوام. وكان قد عانى الثنائي المتزوّج من وفاة طفليهما ماري ودافيد بعد فترة وجيزة من الولادة.

وقال إنريكو في شهادته: “لطالما شعرنا بالحبّ. لقد أعطانا الحب أولادًا مميزين حتى نرافقهم إلى بوّابة السماء. رأيناهم يغلقون أعينهم ليوافوا الآب السماوي. فسألنا أنفسنا: “ما السوء في ذلك؟ لقد وُلدوا مستعدين!” بعد فترة وجيزة من حملها بالطفل الثالث فرانشيسكو، قامت كيارا بتشخيص بيّن وجود سرطان مزمن. ومع تقدّم مراحل السرطان أصبح من الصعب على كيارا أن تتحدّث وأن ترى بوضوح مما تسبب لها معاناة رهيبة.

وتذكّر إنريكو “الأشهر الأجمل” التي أمضاها معها مقتبلين الأسرار يصلّيان معًا من أجل الشفاء الجسدي بالرغم من أنه لم يتحقق. من هنا، أدركا أنه من الأهمّ أن يسألا عن الخلاص عوض ذلك. وتحدّث أيضًا عن رسالة كتبتها كيارا لابنها فرانشيسكو مقتبسة من الإنجيل: “نيري ليّن وحملي خفيف”. ولم يخفِ أبدًا مدى تأثّره بزوجته عند رؤيتها بحالتها المرضية.

وقال: “كانت الساعة السابعة في صباحها الأخير قبل أن تتوجه إلى المثوى الأخير فسألتها: “كيارا هل الصليب جميل كما يقول الرب؟” فابتسمت لي وبصوت واهٍ أجابت: “نعم أنريكو. إنه جميل جدًا”. وأضاف أنريكو: “هذه الحلاوة كانت لها وليس لي. إنها هي من كانت تُحتضر وليس أنا. في الواقع، إنّ الرب يمنح النعمة في اللحظة المناسبة. وهكذا رأيتها تموت سعيدًا. لقد علمت بالضبط إلى أين هي ذاهبة”.

وختم قائلاً: “أيها الإخوة والأخوات نحن أيضًا يمكننا أن نموت بسعادة إن أفسحنا المجال للنعمة. الرب ليس كاذبًا. الصليب جميل جدًا فثق بأنه يستحقّ ذلك”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير