أرسل البابا فرنسيس يوم أمس رسالة فيديو إلى المشاركين في المؤتمر العالمي السادس لإلغاء عقوبة الإعدام المنعقد هذا الأسبوع في أوسلو نورواي. ووضع الأب الأقدس أساس رسالته في سنة الرحمة قائلاً “اليوبيل الاستثنائي للرحمة هو مناسبة ميمونة لتشجيع أشكال احترام الحياة وكرامة كل إنسان في العالم أجمع”. وتابع ليقول: “علينا أن لا ننسى أنّ الحياة التي يمنحها الله للإنسان تنتمي أيضًا إلى المجرمين”.
ننقل إليكم أبرز ما جاء في كلمته بحسب ما أورد موقع إذاعة الفاتيكان (القسم الإنكليزي):
“أحيّي كلّ منظّمي المؤتمر العالمي ضد عقوبة الإعدام وكل الدول الداعمة له بالأخص نورواي باعتبارها البلد المضيف وكل ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني المشاركين فيه. كما وأعبّر عن تقديري الخاص لكل أصحاب النوايا الحسنة على التزامهم بعالم متحرّر من عقوبة الإعدام.
إشارة واحدة تعبّر عن الأمل تُتَرجَم بأنّ الرأي العام يُظهر معارضة قوية لعقوبة الإعدام حتى لو أنها وسيلة شرعية للدفاع الاجتماعي. بالطبع إنّ عقوبة الإعدام هي غير مقبولة في الوقت الحاضر لو مهما كانت فداحة جريمة المحكوم عليه. إنها مخالفة لحرمة الإنسان وكرامة الشخص البشري وهي تناقض مشروع الله لكلّ شخص ولكلّ مجتمع ولعدالته الرحومة”.
وأضاف: “إنها لا تحقق العدالة للضحايا بل هي تنمّي روح الانتقام فيهم. إنّ وصية “لا تقتل” تنطبق على البريء والمجرم بحد سواء. إنّ اليوبيل الاستثنائي للرحمة هو فرصة لتشجيع أشكال احترام الحياة وكرامة كل إنسان في العالم أجمع. علينا أن لا ننسى أنّ الحياة التي يمنحها الله للإنسان تنتمي أيضًا إلى المجرمين.
أودّ اليوم أن أشجّعكم على العمل على إلغاء عقوبة الإعدام وعلى تحسين أوضاع السجون حتى تحترم الكرامة البشرية للمساجين. “تحقيق العدالة” لا يعني السعي وراء العقاب بحد ذاته بل هو التأكيد على أنّ الهدف الأساسي من كل أشكال العقوبات هو إعادة تأهيل الجاني. علينا معالجة هذه المسألة ضمن إطار نظام العدالة الجزائية مع إمكانية إعادة دمج الطرف المذنب في المجتمع. لا عقاب مناسب من دون أمل! إنّ العقاب بحد ذاته المجرّد من الأمل هو شكل من أشكال التعذيب وليس عقابًا. أنا أؤمن أنّ المؤتمر سيعطي دفعة جديدة للجهود الرامية إلى إلغاء عقوبة الإعدام لهذا أنا أشجّع كل المعنيين بمواصلة تحقيق هذه المبادرة وأنا أؤكّد لهم صلواتي”.