تحدث البابا فرنسيس في مطلع تعليم الأربعاء اليوم في ساحة الفاتيكاني عن الوضع الذي كان يجب على البرص أن يعيشوه على هامش المجتمع وذلك تعليقًا على إنجيل الأبرص في الفصل الأول من إنجيل مرقس.
وبما أن البرص كان يُعتبر علامة للخطيئة وعلامة للعنة الله ولدنس عميق، لم يكن يُسمح للأبرص أن يذهب إلى الهيكل.
بكلمة، كان على الأبرص أن يعيش وحيدًا، بعيدًا عن البشر وبعيدًا عن الله.
هذا الأبرص يصل إلى المدينة كاسرًا الأعراف والشرع ويرمي بنفسه أمام يسوع صارخًا: “يا رب إن شئت فأنت تستطيع أن تبرئني”. يقوم هذا الرجل بفعل إيمان. وهذا الإيمان يكسر كل الأعراف ويعترف بالرب معترفًا بأنه “الرب”.
وأشار البابا إلى أن الأبرص لم يستعمل الكثير من الكلمات، فالرب ليس بحاجة إلى خِطب طويلة. يكفي أن نعترف بخطيئتنا وأن نوكل نفسنا لرحمته اللامتناهية.
هذا وأخبر البابا الجموع أنه يتلو كل ليلة هذه الصلاة البسيطة وبعدها 5 مرات صلاة الأبانا، كل واحدة لجرح من جراح المسيح التي شفانا بها.
يتأثر يسوع بشكل عميق بهذا الرجل. يقول لنا إنجيل مرقس أنه تحنن عليه: “لقد شئت ذلك، كن طاهرًا”. يرافق يسوع عمل الرحمة باللمسة. يسوع يكسر شريعة موسى.
وتساءل البابا: “كم من مرة نساعد الفقير ولكننا نرفض أن نلمسه. نعطي الحسنة ولكن عن بُعد، ناسين أن هذا هو جسد المسيح؟”.
وتحدث البابا عن لمس المهمشين، مشيرًا إلى الشباب اللاجئين الذين رافقوه والذين كانوا جالسين حول البابا خلال التعليم.
وقال فرنسيس: الكثيرون يفكرون أنه كان من الأفضل أن يبقوا في ديارهم. ولكنهم هناك كانوا يتألمون. مع أنهم إخوتنا. المسيحي لا يستثني أحدًا ولا ينغلق على أحد.
وعاد فرنسيس إلى الإنجيل وتوقف على ما يقوله يسوع للأبرص بعد الشفاء: “قال له انظر لا تقل لاحد شيئا بل اذهب ار نفسك للكاهن وقدم عن تطهيرك ما امر به موسى شهادة لهم”. وعلق لافتًا إلى أن النعمة التي تعمل فينا لا تبحث عن المشاعر العابرة. النعمة تتحرك ببساطة ودون ضجة لكي تشفي جراحنا وتقودنا على درب القداسة وتعمل بشكل يصوغ قلبنا على صورة الله وتجعلنا نعتمد أفكار الرب ومشاعره.
وبقوله للأبرص أن يذهب إلى الكهنة يجعله يسوع ينخرط من جديد في الحياة الاجتماعية. ويقدم لهم شهادة عن يسوع وعن سلطانه المسيحاني. قوة الرحمة التي شفا بها يسوع الأبرص حملت هذا الرجل على الانفتاح.
فلنفكر ببؤسنا. كلّ منا عنده بؤسه. فلنفكر بصدق. كم من المرات نغطي هذا البؤس. فلنتوقف عن التخفي، بل فلنسأل الرب: “يا رب، إن شئت فأنت تستطيع أن تبرئني”. وبعد أن نصح الجميع بتلاوة هذه الصلاة قبل النوم، جعل البابا الجمع كله يقول هذه الطلبة ثلاث مرات.