StartupStockPhotos - Pixabay - CC0

العصف الذهني: تقنية الإبداع الجماعي

اعتاد الناس ومنذ فترة طويلة على استخدام تقنية العصف الذهني لتوليد الأفكار، والتوصل إلى حلول خلاقة للمشاكل، ومع ذلك، فأنت تحتاج إلى استخدام العصف الذهني بشكل صحيح من أجل أن تكون النتائج فعالة بشكل كامل. تناول الخبير “أليكس أوزبورن” لأول مرة فكرة […]

Share this Entry

اعتاد الناس ومنذ فترة طويلة على استخدام تقنية العصف الذهني لتوليد الأفكار، والتوصل إلى حلول خلاقة للمشاكل، ومع ذلك، فأنت تحتاج إلى استخدام العصف الذهني بشكل صحيح من أجل أن تكون النتائج فعالة بشكل كامل.
تناول الخبير “أليكس أوزبورن” لأول مرة فكرة “العصف الذهني” في كتابه “التخّيل التطبيقي” عام 1953، ومنذ ذلك الحين انتشرت هذه التقنية، وتم استخدامها في جميع أنحاء العالم، العصف الذهني هي عملية جماعية تقوم على إطلاق القدرات العقلية وتوليد أفكار إبداعية يشارك بها أفراد الفريق في التفكير خارج الصندوق، بصوتٍ عالٍ وحرية أكبر بعيداً عن التقييم، بهدف الانتقال إلى مناطق جديدة من الفكر وبالتالي خلق العديد من الأفكار والحلول الجديدة، ومن شروطها: تجنب النقد، الكمية تولد النوعية، البناء على أفكار الآخرين، تشجيع الأفكار المتبادلة…
وحيث أن إدارة جلسة العصف الذهني تُعد شكل من أشكال الفن، لذلك نود أن نذكر هنا بأهم الخطوات التي تمر بها الجلسة والتي ستحدد مدى نجاحها.
الخطوة الأولى: تبدأ الجلسة بتجميع أفراد الفريق، ويُعتبر العدد المثالي للأشخاص في جلسة العصف الذهني هو(4-7) أفراد، ففي حال كان العدد أقل من أربعة لن يكون لديك ما يكفي من العقول لتوليد مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحلول المختلفة للمشكلة، وإذا كان العدد أكثر من سبعة أشخاص ستكون المجموعة كبيرة جداً بحيث لن يتمكن جميع الأفراد من الحصول على فرصة كافية للمساهمة في الجلسة.
الخطوة الثانية: لا تسمح بالنقد أو السخرية، فالمبدأ الأساسي لنجاح جلسة العصف الذهني أن يكون التركيز منصباً على توليد أكبر عدد من الأفكار المحتملة في فترة زمنية محددة، دون التوجه إلى تقييم هذه الأفكار أثناء الجلسة.
حيث يُعد توجه الأفراد إلى نقد الأفكار حال طرحها من أهم مُعيقات نجاح الجلسة، فلا أحد يريد أن يتعرض للانتقاد أو للسخرية أمام الآخرين، وهذا هو سبب التركيز على كمية الأفكار وترك تقييمها إلى وقتٍ آخر، أو إلى أشخاص آخرين.
الخطوة الثالثة: تحديد وقت الجلسة بفترة زمنية محددة، ويفضل أن تتراوح ما بين 15-45 دقيقة، إحدى أهم وظائف المديرين أو قادة الفرق هو عقد جلسة مع الموظفين باستمرار لتبادل الأفكار حول مشاكل معينة، حيث تكون البداية بدعوة الجميع وإعلامهم مسبقاً بالهدف الذي سيتم طرح الأفكار حوله، كما يتم تحديد المدة الزمنية مسبقاً (15 دقيقة مثلاً) ليعود الجميع إلى العمل عند انتهاءها، وستندهش من النتائج التي ستخرج بها المجموعة.
الخطوة الرابعة: اختر قائداً للمجموعة، وظيفة القائد هي تشجيع الجميع على المساهمة قدر الإمكان، وهذه الطريقة تُعد واحدة من أفضل الطرق لقيادة جلسة العصف الذهني فعندما يقوم القائد على تشجيع كل شخص للمساهمة بفكرة، فإنه بذلك سيحفز عملية توليد الأفكار وفاعليتها.
الخطوة الخامسة: اختر شخصاً لتتبع الأفكار المطروحة، فثمة وظيفة مهمة في جلسة العصف الذهني وهي تسجيل الأفكار التي تتولد فيها.
الخطوة السادسة: كن دقيقاً، من الضروري الالتزام بالموعد المحدد لبدء وانتهاء جلسة العصف الذهني، وفي الختام يتم جمع كافة الأفكار والاحتفاظ بها ليتم تقييمها في وقتٍ لاحق.
هذه الخطوات لن تساعدك على الخروج بأفكار جديدة فقط ولكن بفضلها لن تبذل مجهوداً كبيراً أيضاً، فالعصف الذهني يجعل توليد الأفكار الجديدة عملية سهلة بالإضافة إلى أنها ستكون أفكاراً مجربة ومختبرة، نحن على يقين أن هنالك تقنيات تناسب بعض الناس أفضل من غيرها ولكن تقنية العصف الذهني تتميز بالمرونة بما فيه الكفاية لتناسب الجميع، حيث يمكنك تطبيق هذه العملية لتطوير أي عمل تقوم به بما فيه تطوير حياتك الشخصية، وأخيراً، فالمشاركة في العصف الذهني بحد ذاتها تحفز الفريق على الإبداع والانخراط، وتحسن مناخ العمل، حيث تُعتبر الحلول الناتجة إنجازاً للمجموعة بأكملها وتتويجاً لجهودها.
 
بتصرف:
Brian Tracy (2003). Change Your Thinking. Change Your Life. NFJ Books, New York. PP. 163-167.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير