سيصل البابا فرنسيس اليوم 24 حزيران إلى أرمينيا البلد المسيحي الأول عند الساعة الرابعة بتوقيت بيروت هذا البلد الذي اعتنق المسيحية كدين رسمي للبلاد منذ العام 301. وتحتفل هذه البلاد التي كانت تحت حكم الشيوعية سابقًا بذكرى تحريرها الخامسة والعشرين إنما تعاني من بعض العزلة بين منطقتين مضطربتين وهما القوقاز والشرق الأوسط.
في الواقع، ينتظر الأرمن البابا فرنسيس بفارغ الصبر وبحماس كبير آملين أن يعطي بلادهم رؤية متجددة فنرى اللافتات الموزّعة في الطرقات مثل “أهلاً بالبابا فرنسيس” و”شكرًا بابا فرنسيس” والشوارع كلّها مزيّنة بالأعلام الفاتيكانية والأرمنية.
ينتظر البابا استقبالاً شعبيًا ضخمًا والجوّ السائد مختلف عما كان عليه في زمن البابا يوحنا بولس الثاني يوم أتى عام 2001. لم يحظَ البابا البولوني بهذا الكمّ الهائل من الحشود نظرًا لفقر المنطقة آنذاك إنما اليوم تغيّر الإطار ومن المتوقّع أن يُقام تجمّعان كبيران واحد منهما في غيومري في الشمال الشرقي من البلاد للاحتفال بالذبيحة الإلهية. سيشارك 40 ألف شخص وهو عدد مهمّ وضخم بالنسبة إلى الأقليّة الكاثوليكية التي تعيش في البلاد.
وأما التجمّع الثاني فسيحدث عند الاجتماع للصلاة من أجل السلام في ساحة الجمهورية في ييرفان مساء السبت وهي ساحة اعتادت استقبال الأحداث الفنية مثل حفلات الموسيقى الخاصة بشارل أزنافور. إنما هذه المرة الوضع مختلف إذ ستشهد الساحة حدثًا روحيًا ضخمًا وستمتزج الهوية المسيحية بالهوية الأرمنية.
يمكننا أن نرى الكثير من النسوة يعلّق الصلبان على صدورهنّ وسائقي التاكسي يرسمون إشارة الصليب أكثر من مرة عندما يمرّون من أمام كنيسة ما. هذا هو الوضع السائد في ييرفان. كل شخص يزور تلك المنطقة يمكن أن يستشفّ هذا الشعور بالسلام والأمن والفرح. وأما الشبيبة التي لم تعايش الحكم السوفياتي فهي مغامرة وتتقن اللغات العديدة مثل الإنكليزية والروسية والفرنسية والإيطالية إلى جانب الأرمنية هذا فضلاً عن وجود اللاجئين السوريين.
وبالعودة إلى زيارة البابا فرنسيس إلى أرمينيا، ذكر موقع إذاعة الفاتيكان القسم الفرنسي بأنه البابا الأوّل الذي يستخدم كلمة “مجزرة” من خلال ذكر المجازر التي اقترفها العثمانيون بحق المسيحيين عام 1915 وبذلك أصبح صديقًا لأرمينيا. إنه أيضًا صديق الصغار والضعفاء وقد لاقت أعمال الرحمة التي قام بها أخيرًا في أثناء يوبيل الرحمة صدىً كبيرًا في نفوس الجميع بالأخص في أرمينيا. وهو لا يزال حتى اليوم لا يكفّ عن القيام بهذه الأعمال مثل تخصيص يوبيلات للمساجين ولذوي الاحتياجات الخاصة واللاجئين من دون أن يغضّ الطرف عن أحد. سيتمّ استقبال “بابا الأطراف” بحفاوة كبيرة.