ترأّس البابا فرنسيس اليوم القداس الإلهي من ساحة فارتانانتس في غومري وألقى عظته قائلاً: “نستطيع من هذا المكان المبارك أن نقول أنّ كلمات أشعيا قد تحققت لذلك نحن هنا اليوم لكي نشكر الله على نعمه وعطاياه وهنا أيضًا نستغلّ الفرصة لنسأل الرب أن يبني في حياتنا ومجتمعاتنا”.
ثم عرض ثلاثة مبادىء أوّلها الذاكرة قائلاً: “الذاكرة هي التي تخرج من أجلنا علينا أن تستذكر ما جاء أيضًا في هذه القراءات التي استمعنا إليها وأن نستذكر الكلمات الكبيرة في حياتنا وأن نعمل فيها من القلب. هذه الذاكرة هي ذاكرة الشعوب وذاكرة البشر وهي ثمينة ومهمة لتاريخ الشعوب وخاصة للاتعاظ من مسيرة الماضي للانطلاق باتجاه المستقبل انطلاقًا من دعوة الإنجيل لنا ويسوع وبذلك نستطيع أن نستخلص وجود الرب في هذه التواريخ خاصة وأنه من خلال إنجيل اليوم وما قاله زكريا من خلال مولد يوحنا بأن الرب افتقد شعبه وزاره… وهذا يعني أن محبة الله هي أبعد بكثير من الحاضر وهذه الذاكرة أيضًا هي واضحة بالنسبة إلى شعبكم الأرمني ومسيرتكم عبر التاريخ حيث كان حضور الله قويًا فيها فيه.
وتابع بالمبدأ الثاني: الإيمان وقال: “الإيمان في حياتكم هو نور مسيرة شعبكم عبر التاريخ. إنّ نور الإيمان هو مهم جدًا. إنّ علينا أن لا نبقي نور الإيمان في كتاب الماضي وكم وضعناه في المتاحف… علينا أن نجدد نور إيماننا لأنه جميل وولد ويولد من جديد ويعطي الرجاء إنطلاقًا من رحمة الله لنا.
سيكون مفيدًا أن نحيي يوميًا وأن نجدد هذا الإيمان من خلال التأمل والصلاة والنظر إلى محبة الله الذي يزرع الفرح ويجعلنا نعيش بسلام. إنّ يسوع يدعونا لاتباعه عن قرب من خلال معاملتنا مع الآخرين ومع القريبين” لا تخافوا من هذا الانفتاح” يقول لنا الرب يسوع: “لا تخشوا أي شيء ولنفسح المجال له في قلوبنا وعقولنا خاصة أنكم تملكون تاريخًا مهمًا جدًا في انتشار الكنيسة وخاصة في هذا الزمن الذي نعيشه زمن الرحمة الإلهية.
وختم عظته بالمبدأ الثالث وهو المحبة للرحمة الإلهية التي فدت الإنسان. ثم دعا المؤمنين إلى الاتعاظ برحمة الرب يسوع واتباعها من دون أي تعب أو ملل وأن نتخطى كل الحواجز. ثم حثّ المؤمنين كي يعملوا في ما بينهم انطلاقاً من الحوار والتنافس واضعين نصب أعينهم رحمة الله ومحبته لنا.
وسأل البابا أن ننفتح تجاه المحتاجين وكل من هم بحاجة إلى رحمة الله وسأل كيف نكون رحماء؟ “علينا أن نتعظ من رحمة القديس غريغوريوس الناريكي هذا القديس الذي خرح منكم وأعطى مثالاً لرحمة الله من خلال حياته ومن خلال الحوار والتعاون. إننا نرفع تضرعنا بشفاعته الى الرب معطي النعم وهو الصوت المعزي والرحيم والحنون كي نخرج من ظلمات الحياة. غريغوريوس الناريكي هو معلم في الحياة خاصة اليوم ونحن بأمسّ الحاجة إلى الرحمة وتضميد الجراح التي نعيشها. ومن هنا علينا أن نسأل الله الرحمة ونتكل عليه وعلى رحمته لمغفرة الخطأة وقدرته على تحويلها إلى نِعم.