“صاحب القداسة، أيها الأساقفة الأعزاء،
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
في نهاية هذه الزيارة وهي بين إحدى الزيارات التي لن أنساها أبدًا، أعبّر عن امتناني للرب بهذا النشيد من التسبيح والشكران المنبعث من المذبح. يا صاحب القداسة، لقد فتحت لي في هذه الأيام أبواي بيتكم ولقد اختبرنا معًا “ما أجمل أن يسكن الإخوة معًا” (مز 133: 1). لقد التقينا وتعانقنا كإخوة، صلّينا معًا وتبادلنا الهدايا والأمال وهموم كنيسة المسيح. لقد شعرنا بقلب واحد يخفق ونحن نؤمن بأنّ كنيسةالمسيح هي واحدة. “فهناك جسد واحد وروح واحد، كما أنكم دُعيتم دعوة رجاؤها واحد. وهناك رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة، وإله واحد أب لجميع الخلق وفوقهم جميعًا، يعمل بهم جميعًا وهو فيهم جميعًا” (أف 4: 4 – 6).
بفرح كبير يمكننا أن نردد مرارًا وتكرارًا كلمات الرسول بولس! لقد اجتمعنا تحت رعاية الرسل الذين نعرفهم. القديسان برتلماوس وتداوس هما أوّل من أعلنا الإنجيل في هذه الأراضي والقديسان بطرس وبولس ضحيا بحياتهما من أجل الرب في روما والآن يملكون مع المسيح في السماوات وهم فرحين برؤية عطفنا وشوقنا للوحدة الكاملة ويصلّون من أجل الشركة الكاملة. من أجل كل ذلك، أنا أشكر الرب وأشكره من أجلكم ومعكم. المجد لله.
في خلال القداس الإلهي، وصل نشيد تريساغيون إلى السماء منشدًا قداسة الله. نسأل الله أن يمطر وافر نعمه علينا من سمائه بشفاعة العذراء والدة الإله والقديسين الكبار والملافنة والشهداء بالأخص الكثيرين من بين من احتفلنا بقداستهم السنة الفائتة في هذا المكان. نسأل الإبن الوحيد الذي نزل من السماء أن يبارك مسيرتنا. ونسأل الروح القدس أن يجعلنا مؤمنين بقلب واحد وروح واحد، ليأتِ وليوحدّنا. من أجل هذا أستدعي الروح القدس آخذًا كلماتي من ليتورجيتكم. تعال أيها الروح القدس “الذي يتشفّع من دون انقطاع لنا لدى الآب الرحيم، أنت يا من تسهر على القديسين وتطهّر الخطأة، ألقِ فينا نار محبتك ووحدتك وأن تطفىء نار الحقد وأن تعوّض النقص الحاصل على صعيد الإيمان بين رسل الإبن”.
الكنيسة الأرمنية تسير بسلام وبوحدة. عسى أن ترتفع الرغبة العارمة في قلوبنا من أجل الوحدة، وحدة لا تعني تقديم الواحد على الآخر أو ذوبان بل قبول النعم التي وهبها الله لكل واحد منا واندماج في سبيل تحقيق رسالة الخلاص بقوّة الروح القدس.
فلنقبل دعاء القديسين ولنسمع صراخ الفقراء والمهمشين الذين يتألمون ولا يزالون يتألمون ولنسمع صراخ الأجيال الصاعدة التي ترفض الانقسام من هذا المكان المقدس أريد أن ينتشر نور الإيمان الذي أطلقه القديس غريغوريوس أبانا والذي أنارها بنور المحبة.
وكما في صباح يوم الفصح أسرع الرسل إلى القبر بالرغم من ترددهم وشكهم وقد شدّهم الفجر المبارك من الرجاء الجديد، هكذا نحن أيضًا في هذا الأحد المبارك لنلبِّ دعوة الله لنا من أجل تتميم الوحدة الكاملة ولنسرع إليها. والآن يا صاحب القداسة، باسم الله، أسألكم أن تباركوني وتباركوا الكنيسة الكاثوليكية وتباركوا مسيرتنا صوب الوحدة الكاملة”.
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية