بعد إلقاء البابا فرنسيس خطابه على مسامع السلطات الأرمنية في قصر يريفان يوم الجمعة 24 حزيران، ذاك الخطاب الذي استعمل فيه كلمة “إبادة” لوصف الجريمة التي اقترفها العثمانيّون بحقّ الأرمن بين 1915 و1917، قال نائب رئيس وزراء الحكومة التركية إنّ “أقوال البابا تحمل آثار وانعكاسات عقليّة الصليبيين”. ممّا دفع بمدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي للإجابة عن أسئلة الصحافيين بعد ظهر الأحد 26 حزيران لتوضيح المسألة. وقد نقل القسم الفرنسي في وكالة زينيت العالميّة أبرز ما جاء في التوضيح، لا سيّما أنّ الحبر الأعظم استعمل كلمة إبادة “لتذكّر الجروح ومعالجتها، وليس لإعادة فتحها وتجديدها”.
“لا وجود للعقليّة الصليبية، فنيّة البابا الحقيقية تقضي ببناء أسس السلام والمصالحة. كما أنّ الأب الأقدس صلّى للمصالحة بين الجميع، ولم يتفوّه بكلمة ضدّ الشعب التركي”. وأضاف الناطق باسم البابا أنّ الأخير استعمل كلمة “إبادة” مرّتين خلال سنة 2015، وذلك لدى إعلان القدّيس غريغوار دي ناريك طبيباً للكنيسة خلال اقتباسه كلمات يوحنا بولس الثاني، وضمن رسالة للأرمن.
من ناحية أخرى، وعندما يتكلّم البابا فرنسيس عن الإبادة، فإنّه لا يفعل ذلك لإظهار حقيقة التاريخ أو بدافع الواجب حيال الضحايا، بل يكون كلامه بمثابة “إنذار” حالي للبشرية، وتشبيه التاريخ بما يحصل حالياً في الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أنّ الإعلان المشترك الذي تمّ توقيعه يوم الأحد بين الكنيستين شجب استعمال اسم الله لارتكاب أعمال العنف، كما وتضمّن نداء لرؤساء الأمم ليستمعوا إلى ملايين البشر الذين ينتظرون السلام والعدالة في العالم أجمع، والذين يطالبون باحترام الحقوق التي أعطاهم إياها الله، خاصة الحاجة إلى الخبز وليس إلى السلاح.