Unsplash - pixabay - CC0

تعرف على نمط التعلم الخاص بك

قراءة تربوية معاصرة

Share this Entry

يعتمد مدى استيعاب المعلومات أو إنجاز أي عمل على الطريقة التي يتم بها إرسال هذه المعلومات إلى الدماغ، ومع أن هذا الأمر لا يخطر ببال أحد غالباً إلا أن نجاح أي شخص يقوم على مدى معرفته لماهية هذه العملية.

أول ما تحتاج إلى التفكير به هو: “كيف تتعلم؟” هل تأخذ الكثير من الملاحظات، هل تتحدث بصوتٍ عالٍ، أم أنك تقرأ بهدوء وما تقرأه يُحفر تلقائياً في ذاكرتك؟

بعد هذا التصور، حاول التعرّف على نمط التعلم الخاص بك بكل صدق، لتكتسب بعض الاستراتيجيات التي ستحتاج إليها للحصول على مزيدٍ من المعرفة، ولفهم كيفية الانتقال من التعلم السلبي إلى التعلم النشط، وهذا ما سيتيح لك استغلال الممارسات الجيدة ليس فقط لزيادة وإنما لإعادة تذكر ما تمتلك من قدرات.

من المهم إدراك أن هنالك أنماطاً مختلفة للتعلم، منها ثلاثة أنماط أساسيةVAK : السمعيvisual ، البصري Auditory، والحركيKinesthetic ، حيث يمكنك أن تتعلم من خلال الرؤية، من خلال الاستماع، أو عن طريق الشعور والحركة، يستخدم عادةً الشخص كافة الأنماط للتعلم، ولكن يبقى لدى كل منا أسلوبه المفضل.

المتعلم البصري

يعتمد المتعلم بهذه الطريقة على رؤية الأشياء بوضوح أمامه بدلاً من التحدث عنها، فتقوم عملية جمع المعلومات لديه اعتماداً على ما يشاهده، وغالباً ما تكون لديه رغبة في التعرف على أصدقاء وشركاء العمل شخصياً.

هو عاشق نهم للقراءة بصفة عامة، يعتمد على قراءة النص ومن ثم تحويل المعلومات إلى صور، ملاحظات ورسوم بيانية أو خرائط ذهنية، وفي حال أعُطيت له المعلومة في مجال العمل لفظياً، فسيسأل عن إمكانية توفرها مكتوبة؟ ويكرر دائما (دعني أرى) أو (دعنا نرى).

المتعلم السمعي

يحب المتعلم السمعي أن يستمع للآخرين، وأن يناقش المعلومات بصوت عالٍ وهذا ينطوي على طرح الأسئلة والإجابة عليها، يفضل حضور ندوات، استخدام برامج تعليمية سمعية، كتب سمعية وحلقات دراسية، هو محاور نشط ويفضل أن يتم توضيح وشرح الأفكار والمفاهيم الجديدة له،في حال قمت بتسليم تقرير مكتوب له، فسوف يلقي نظرة عليه ويسأل عن ماذا يتحدث؟ ودائماً ما يكرر (أخبرني) أو (لنتحدث حول هذا الموضوع).

المتعلم الحركي

هو أسلوب التعلم الثالث والمفضل إنه التعلم الحركي أو عبر التطبيق، عادةً ما يتميز المتعلم بهذا النمط بالنشاط عند قيامه بأي عمل، حيث يجد صعوبة في مجرد الجلوس دون حركة، يجذبه استخدام النماذج، الرسوم البيانية واستخدام الإيماءات، يتجاهل المتعلم الحركي في كثير من الأحيان التعليمات المكتوبة (البصرية) أو التعليمات الشفهية (السمعية).

تجد المتعلم الحركي عادةً في الأعمال التي تتطلب المهارات اليدوية، كالنجارة، الميكانيكا، البناء، وحتى قيادة الشاحنات أو السيارات،كما أن الرياضيين يتبعون هذا النمط أيضاً، ويكرر دائماً (دعنا نجرب) أو (كيف تشعر).

في النتيجة مهما كانت الطريقة المفضلة لديك للتعلم والتعامل مع العالم فأنت شخص فريد من نوعك، لكنك ستشعر بحالة من الرضا في حال كان هنالك انسجام وتناغم بين ما تقوم به وتفعله في حياتك وبين حقيقتك وتفردك الداخلي.

عندما تجمع بين الذكاء الذي تمتلكه والأسلوب المفضل لديك في التعلم عندها تستطيع خلق مزيج متكامل من الذكاء والقدرة يُمكّنك عندئذٍ من تحقيق أمور غير اعتيادية في حياتك، المفتاح هنا يكمن في المشاركة لذلك اسعى لإيجاد سبل تدفعك نحو مزيدٍ من الاستفادة من قدراتك الطبيعية، وحدد أسلوب التعلم الخاص بك وبذلك ستكون متعلماً مشاركاً وأكثر فاعليةً.

بتصرف:

Brian Tracy (2003). Change Your Thinking. Change Your Life. NFJ Books, New York. PP. 161-169.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير