مع أنّه نادراً ما يتكلّم علناً منذ استقالته من البابوية، أجرى بندكتس السادس عشر العديد من المقابلات الطويلة مع الصحافي الألماني بيتر سيوالد، وهي مقابلات تناولت مواضيع كاستقالته وكإصلاح الإدارة البابوية وفضيحة التسريبات الفاتيكانية التي جعلت الكثيرين يظنّون أنها سبب استقالته، وآرائه حول البابا فرنسيس كما تحديده نقاط الفرق بينه وبين خلفه. إلّا أنّ الجديد في الأمر هو أنّ تلك المقابلات التي انطلقت بعد أشهر على استقالته ستُنشر ضمن كتاب واحد، سيصدر في جميع أنحاء العالم بتاريخ 9 أيلول المقبل.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ بيتر سيوالد هو أيضاً مؤلّف كتاب “نور الكلمة: البابا والكنيسة وعلامات الأزمنة” الذي صدر سنة 2010 والذي تشكّل أيضاً من مقابلات مع بندكتس، بعد صدور كتابَي “ملح الأرض” و”الله والعالم” حول الكاردينال راتزينغر آنذاك.
وبحسب ما ورد في مقال إليز هاريس الذي نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، يتألّف كتاب “الأحاديث الأخيرة” الجديد من 240 صفحة، وسيطال جميع المراحل المهمّة في حياة جوزف راتزينغر، بدءاً من طفولته في ظلّ الحكم النازيّ واكتشافه دعوته، وصولاً إلى صعوبات الحرب ونشاطه في الفاتيكان لغاية تولّيه سدّة البابوية. كما ويتطرّق الكتاب إلى “القلق” الذي اختبره خلال الأيام الأولى من بابويّته، إضافة إلى قراره “المؤلم” الذي أوصله إلى الاستقالة والذي “عهد به إلى أشخاص قليلين تحاشياً للتسريبات”، وأفكاره حول البابا فرنسيس، بدون أن ننسى ذكر أحاديثه عن نفسه وعن إيمانه ونقاط ضعفه وحياته الشخصية.
من ناحية أخرى، يذكر بندكتس “اللوبي الشاذ” في الفاتيكان، أي مجموعة مؤلفة من 5 أشخاص تمكّن من وضع حدّ لها.
من ناحيته، يرى سيوالد أنّ البابا بندكتس السادس عشر “من أعظم عقول الكنيسة الكاثوليكية”، وهو صاحب قلب عظيم، عدا عن كونه مناضلاً يبقى واقفاً في العواصف، ولا يمكث في الماضي أو في الحاضر”. ويقول سيوالد إنّه لطالما اعتبر بندكتس “رجلاً عصرياً يدعو للحوار”. “إنّه رجل صالح ومنفتح في عالم أعمى، وهو من أعظم شخصيّات زمننا… رجل مستعدّ دائماً للإصغاء لأنّه أستاذ روحي”، على أن يتمّ تقديره في المستقبل أكثر من أيّ وقت مضى.