يطلُّ عيد الفطر السعيد بعد صوم شهر رمضان المبارك في وضع مأساويٍّ ومع ذلك وبسبب ذلك نتوجُّه إلى المسلمين إخوتنا في المواطنة والتاريخ والمصير لكي نقدِّم لهم أصدق التهاني بعيد الفطر مقرونةً بالدعاء لأجل الأمن والأمان والمصالحة والمحبّة والسلام في أوطاننا العربية، ولا سيّما في سورية والعراق وفلسطين ولبنان.
اليوم أكثر من ذي قبل نحتاج كلُّنا، مسيحيين ومسلمين، إلى روحانية جديدة تنقلنا من الاستبعاد إلى الاستيعاب، ومن الرفض إلى القبول، ومن التصنيف إلى التفهّم، ومن التشويه إلى الاحترام، ومن الإدانة إلى الرحمة، ومن العداوة إلى الألفة، ومن التنافس إلى التكامل، ومن الكراهية إلى رحاب المحبّة وإلى رحاب الله تعالى لأن الله محبّة.
هذه هي الروحانية الكفيلة بأن تساعدنا لإعادة إعمار أوطاننا المهدّدة بالدمار المادي والروحي، فنتمكّن معًا أن نعيد بناء ما يتهدّم روحيًّا في مجتمعنا، ومعًا نبني الحجر والبشر.
إلى هذا دعوتُ في رسالتي الأخيرة بعنوان “رسالة بطريرك عربي مسيحي إلى إخوته المسلمين”. وآمل أن تكون وصلت إلى من أحبُّ أن تصل إليهم.
وأنهي معايدتي بمقطع من رسالتي المذكورة حيث كتبتُ: المهمّة الملقاة على عاتقنا في المشرق العربي هي أن نتحدّى الغرب والعالم بأسره بوحدةٍ مسيحيّةٍ إسلاميّةٍ مشرقيّةٍ، قائمة على حضارة من نوع جديد: حضارة المحبّة.
وكل عام وأنتم بخير!
مع محبّتي ودعائي
+ غريغوريوس الثالث
لحام في معايدة الفطر يوجه تحديًا
المهمّة الملقاة على عاتقنا في المشرق العربي هي أن نتحدّى الغرب والعالم بأسره بوحدةٍ مسيحيّةٍ إسلاميّةٍ مشرقيّةٍ، قائمة على حضارة من نوع جديد: حضارة المحبّة
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم